9 سنوات من التدخل العسكري.. الروس يرتكبون 243 مجزرة بحق السوريين ويقتلون نحو 21230 بين مدنيين وعسكريين

تحقيق للمرصد السوري حول 9 سنوات من التدخل الروسي في سورية

389

في الثلاثين من كل شهر، تحل ذكرى التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في الثلاثين من سبتمبر/أيلول عام 2015، حين منح مجلس الاتحاد الروسي تفويضا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانخراط العسكري في سوريا، لتنطلق بعدها سلسلة من الضربات والغارات والمساعدات العسكرية والسياسية لنظام “الأسد”، واليوم يكمل التدخل الروسي عامه الثامن على التوالي، ولا ننسى هجوم وزير الخارجية الروسية ووزير الدفاع الروسي على المرصد السوري لحقوق الإنسان في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015 لفضح المرصد السوري المجازر التي نفذتها القوات الروسية بحق المدنيين.

هذا التدخل الذي اتخذ من “الحرب على الإرهاب” ذريعة له لارتكاب مجازر بحق المدنيين، ورعت روسيا اتفاقات ما لبثت أن تخلت فيها عن ضماناتها، فكانت قذائفها وصواريخها مغموسة بدماء السوريين ورغم محاولة الظهور بمظهر القادم لإرساء قيم السلام والتعايش، وبمظهر حمامة السلام، إلا أنها ظهرت ملطخة بدماء أبناء الشعب السوري، ظهرت قاتلة لآلاف المدنيين السوريين، ومشرِّدة للملايين منهم، ومهجِّرة لعشرات الآلاف إلى غير رجعة، في الوقت الذي حاولت فيه تصدير نفسها على أنها هي من مكَّنت دعائم الاستقرار، ولعبت دور الوسيط السياسي القادر على التعامل مع جميع أطراف النزاع.

ويستعرض المرصد السوري في خضم التحقيق الآتي أبرز مخلفات ونتائج التدخل الروسي في سورية خلال 9 سنوات، أي من 30 أيلول 2015 وحتى اليوم 30 من الشهر ذاته من العام 2024.

 

الخسائر البشرية الكاملة على يد القوات الروسية

تمكن نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان وبمتابعة على مدار الساعة، من توثيق استشهاد ومقتل 21229 شخص من المدنيين والعسكريين على يد القوات الروسية، خلال الفترة الممتدة منذ 30 أيلول/سبتمبر من العام 2015، وحتى 30 الشهر ذاته من العام 2024، وهم:

– 8729 مدني (2121 طفل وطفلة، و1327 مواطنة، و5281 رجل وفتى)
– 6235 عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 6265 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية والمجموعات الجهادية من جنسيات عربية وأجنبية.

في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان الخسائر البشرية، وفقاً لكل سنة من السنوات التسع التي اكتملت اليوم الاثنين، أي خلال الفترة الممتدة بين 30 أيلول من العام إلى 30 أيلول من العام الذي تلاه.

 

السنة الأولى، 9364 قتيل وشهيد، هم:

– 3804 مدني، هم: 906 طفل، و561 مواطنة، و2337 رجل
– 2746 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 2814 من الفصائل والجهاديين.

 

السنة الثانية، 4490 قتيل وشهيد، هم:

– 1899 مدني، هم: 493 طفل، و264 مواطنة، و1142 رجل
– 1512 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 1079 من الفصائل والجهاديين.

 

السنة الثالثة، 4242 قتيل وشهيد، هم:

– 2285 مدني، هم: 537 طفل، و374 مواطنة، و1374 رجل
– 975 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 982 من الفصائل والجهاديين.

 

السنة الرابعة، 922 قتيل وشهيد، هم:

– 301 مدني، هم: 61 طفل، و56 مواطنة، 184 رجل
– 11 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 610 مقاتل من الفصائل والجهاديين.

 

السنة الخامسة، 1268 قتيل وشهيد، هم:

– 365 مدني، هم: 101 طفل، و62 مواطنة، و202 رجل
– 260 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 643 مقاتل من الفصائل والجهاديين.

 

السنة السادسة، 579 قتيل وشهيد، هم:

– 15 مدني، هم: 3 أطفال، و1 مواطنة، و11 رجل
– 468 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 96 مقاتل من الفصائل والجهاديين.

 

السنة السابعة، 241 قتيل وشهيد، هم:

– 28 مدني، هم: 11 طفل، و3 مواطنات، و14 رجل
– 212 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 1 مقاتل من الفصائل.

 

السنة الثامنة، 71 قتيل وشهيد، هم:

– 17 مدني، هم: 3 أطفال، و14 رجل
– 17 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 37 مقاتل من الفصائل.

 

السنة التاسعة، 52 قتيل وشهيد، هم:

– 15 مدني، هم: 6 أطفال، و6 نساء و3 رجال
– 34 من تنظيم “الدولة الإسلامية”
– 3 مقاتل من الفصائل.

 

ومما سبق، يتضح أن السنة الأولى كانت الأعلى من حيث حصيلة الخسائر البشرية العامة على أيدي القوات الروسية، تلاها السنة الثانية فالثالثة فالخامسة، ثم الرابعة والسادسة والسابعة والثامنة، بينما كانت السنة التاسعة الأقل من حيث الخسائر البشرية الكلية.

 

أما بما يتعلق بالمدنيين، فكانت السنة الأولى الأعلى من حيث الشهداء على يد الروس، تلاها السنة الثالثة ثم الثانية، فالخامسة ثم الرابعة وبعدها السابعة والثامنة، بينما كانت السنة السادسة والتاسعة الأقل من حيث الشهداء المدنيين.

 

ليست مجرد أرقام..
تشير توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى ارتكاب القوات الروسية لنحو 243 مجزرة بحق المدنيين، خلال السنوات التسع من عمر تدخلها العسكري في سورية، وتسببت تلك المجازر الشنيعة باستشهاد 3847 مدني سوري (955 طفل و611 مواطنة و2281 رجل وفتى).

 

وجاء التوزع السنوي للمجازر على النحو التالي:

– السنة الأولى، 71 مجزرة تسببت باستشهاد 1233 مدنياً.

– السنة الثانية، 58 مجزرة تسببت باستشهاد 989 مدنياً.

– السنة الثالثة، 62 مجزرة تسببت باستشهاد 997 مدنياً.

– السنة الرابعة، 28 مجزرة تسببت باستشهاد 391 مدنياً.

– السنة الخامسة، 19 مجزرة تسببت باستشهاد 204 مدنياً.

– السنة السادسة، لم يوثق المرصد السوري مجازر على يد الروس.

– السنة السابعة، 3 مجازر تسببت باستشهاد نحو 20 مدنياً.

– السنة الثامنة، مجزرة وحيدة تسببت باستشهاد 7 مدنيين.

– السنة التاسعة، مجزرة وحيدة تسببت باستشهاد 6 مدنيين.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان رصد استخدام روسيا خلال ضرباتها الجوية لمادة “الثراميت” – “Thermite”، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع “”RBK-500 ZAB 2.5 SM”” تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 – 110 قنيبلة، محشوة بمادة “Thermite”، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 – 30 متر.

 

ملخص عام لتسع سنوات من القتل والتهجير والتدمير..

يستهل المرصد السوري الملخص العام لسنوات التدخل الروسي، بالتطرق إلى أبرز أحداث السنة التاسعة من هذا التدخل، ففي منطقة “بوتين-أردوغان”، شنت المقاتلات الحربية الروسية نحو 55 غارة روسية مستهدفة مواقع مختلفة من ريفي إدلب واللاذقية، متسببة بمقتل من 2 العسكريين، واستشهاد 1 من المدنيين، كما أصيب بالغارات الروسية أكثر من 25 شخص بين مدنيين وعسكريين.

وفي 17 تموز، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اجتماعا عقد في مدينة سراقب شرق إدلب، بين وفدين لكل من روسيا وتركيا، وتداول المجتمعون عدة ملفات من بينها المعابر الداخلية وفتح الطرقات بين مناطق النظام والفصائل برعاية تركية- روسية، إضافة إلى التصعيد العسكري المتبادل والمتكرر بين الفصائل في إدلب وقوات النظام، والقصف الذي تتعرض له النقاط التركية بشكل مستمر.

وفي 19 آب، عقدت المخابرات والجيش التركي اجتماعين منفصلين مع نظيرهما الروسي داخل النقطة الروسية في بلدة الترنبة بريف إدلب الشرقي.

وتناولت الاجتماعات الاستعدادات لفتح معبر على الطريق M4، الذي يربط بين محافظتي حلب واللاذقية، وهو آخر عقدة طرق عامة تربط غرب سوريا بشرقها، وفي تفاصيل، دخلت 4 سيارات تابعة للمخابرات والجيش التركي إلى داخل مناطق النظام وعادت قبل الظهر وأجرت جولة على الطريق M4 باتجاه ريف اللاذقية الشمالي، وقالت مصادر المرصد السوري أن السيارات كانت تقل وفداً من الضباط الروس الذين قاموا بإجراء استطلاع للطريق الدولي.

وفي 26 آب، عقد اجتماع ثلاثي ضم كل من الوفد التركي والروسي والإيراني في مدينة سراقب بريف إدلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ناقش الوفد الروسي والتركي افتتاح الطرقات السريعة في شمال سورية “m4” وتأمين الطريق إضافة إلى تأمين حماية إضافية لطريق “m5” حلب-دمشق، وطرح المجتمعون مخططات عدة لإقناع السوريين وتهيئة الظروف لافتتاح الطرقات والمعابر التجارية بين مناطق سيطرة الفصائل والنظام، بعد تطورات أحداث افتتاح معبر أبو الزندين، ورفض السكان لفتح أي معبر أو طريق مع النظام.

وفي إطار استغلال حاجة المواطنين وإظهاراً لإنسانيتها إعلامياً، وزع مركز المصالحة الروسي خلال العام التاسع مساعدات دورية على المدنيين في كل الحسكة وريف دمشق ودير الزور وحمص ودرعا واللاذقية ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرة قوات النظام.

 

وبالانتقال إلى البادية السورية، فقد نفذت الطائرات الحربية الروسية نحو 540 غارة على كهوف ومغر وأماكن يتوارى عناصر التنظيم فيها في منطقة مثلث حلب – حماة – الرقة وبادية حمص الشرقية وباديتي دير الزور والرقة

وتسببت الغارات الروسية آنفة الذكر بمقتل 21 من التنظيم، وإصابة 73 منهم بجراح متفاوتة.

 

أما في شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية مع نظيرتها التركية 6 دوريات مشتركة خلال السنة التاسعة غالبيتها كانت في ريف عين العرب كوباني بريف محافظة حلب الشرقي، والقسم الآخر بريف درباسية بريف الحسكة.

بينما شهد 12 حزيران، حدثاً بارزاً تمثل بمقتل عنصر من القوات الروسية، وإصابة 4 آخرين بجروح بليغة، جراء قصف بري تركي، استهدف رتل روسي على طريق مزارع أم الحوش- حربل بريف حلب الشمالي، بالمدفعية.

ومن أبرز الأحداث أيضاً، مقتل 4 من القوات الروسية ضمن الأراضي السورية ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مقتلهم جاء بعد خلاف نشب بين شقيقين اثنين من القوات الروسية المتواجدين بمنطقة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية لشمال وشمال شرق سوريا، وتطور الخلاف لإشهار سلاح من قبل أحدهما على الآخر وإطلاق رصاص بشكل غير مباشر، ليرد الآخر بذات الشيء قبل أن يتم إطلاق رصاص عشوائي، وسط حضور لمجموعة أخرى من القوات، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف بمقتل 4 من القوات الروسية، من ضمنهم الشقيقين الاثنين.

وأكدت مصادر المرصد السوري بأن الحادثة وقعت بتاريخ 13 تشرين الأول، ونقلت جثث القتلى للقاعدة الروسية بمطار القامشلي صباح يوم 14 تشرين الأول، برفقة رتل عسكري مؤلف من 8 آليات عسكرية وسط تحليق لمروحية روسية في الأجواء.

كما واصلت القوات الروسية خلال العام 2024 تثبيت نقاط المراقبة عند الحدود مع الجولان المحتل بريف القنيطرة، للحد من التصعيد بين إسرائيل والمجموعات العاملة مع “حزب الله” اللبناني، حيث وصل عددها الكلي إلى 15 نقطة مراقبة.

ولاشك بأن الجانب الروسي كان له الدور الرئيسي بإعادة إحياء نظام بشار الأسد الذي كان منهار تماماً قبيل التدخل العسكري الروسي لصالحه في نهاية أيلول 2015، حيث كان يسيطر قبيل التدخل على 48.101 كم2 بنسبة 26% من الأراضي السورية.

وتدنت هذه النسبة بوجود الروس أيضاً ووصلت إلى أقل من 20 % مطلع العام 2017، قبل أن تتبدل الأحوال مرة أخرى وتعود روسيا لترجح كفة النظام على حساب أبناء الشعب السوري، حتى بات النظام يسيطر في يومنا الحالي على 117.820 كم2 بنسبة 63.70% من الأراضي السورية.

يذكر أن التدخل الروسي بدأ بإسناد قوات النظام والميليشيات الموالية لها، عبر الجو بسلاح الطيران عبر تنفيذ غارات جوية مكثفة خلال العمليات العسكرية، واستهداف مدن وبلدات وقرى سورية مدمرة المنازل والمنشآت والمرافق الحيوية من مدارس وأسواق وطرقات ومراكز نقاط طبية ومشافي ومساجد وأفران ومعامل والكثير الكثير، فضلاً عن المشاركة البرية من قبل المرتزقة الروس وقوات فاغنر، وتجنيد السوريين لصالح القوات الروسية وزجهم في العمليات العسكرية.

فيما لم يكتفي الجانب الروسي بالمشاركة العسكرية، فظهر على الساحة السياسية والإعلامية جنباً إلى جنب مع الأتراك كرعاة لاتفاقيات وهدن على حساب أبناء الشعب السوري ولخدمة النظام السوري، فأحياء حلب الشرقية وما جرى فيها نهاية العام 2016 خير دليل، وبعدها غوطتي دمشق الشرقية والغربية ودمشق ومناطق بريفها، والقنيطرة ودرعا في الجنوب السوري عام 2018، ولا ننسى ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي، وأخيراً ما عرف بمنطقة “بوتين-أردوغان” الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، فضلاً عن اتفاق “خفض التصعيد” شمال شرق سورية بعد العملية العسكرية التركية “نبع السلام” في تشرين الأول 2019.

وعلى الرغم من توقف العمليات العسكرية على الأرض منذ الخامس من آذار عام 2020 بعد أن استقرت خريطة السيطرة على ما هي عليه الآن، لم يتوقف الجانب الروسي من خرق اتفاق “خفض التصعيد” في منطقة “بوتين-أردوغان”، ولاتزال طائراته الحربية تشن غارات دورية على إدلب، وفي شمال شرق سورية، تقوم القوات الروسية بتسيير دوريات اعتيادية مع نظيرتها التركية، أما البادية السورية فتشهد طلعات جوية بشكل شبه يومي تنفذ خلالها المقاتلات الروسية ضربات جوية على مناطق انتشار تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الوقت الذي تغض الطرف عن عملية عسكرية برية ضد التنظيم الذي ينتشر ضمن مساحة تقدر بواحد بالمئة من مساحة الأراضي السورية انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.

ومن الجدير ذكره، أن القوات الروسية تتواجد ضمن نحو 90 موقعاً على الأراضي السورية تشمل مواقع عسكرية ولوجستية ونقاط مراقبة، وذلك ضمن جميع المحافظات من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ولعل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية أبرزها.

9 سنوات مرت ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه، في ظل الصمت المقزز للمجتمع الدولي وصمِّه لآذانه عن استغاثات المدنيين وصرخات أبناء الشعب السوري على مدار أكثر من 13 عاماً، وتعاميه عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة “الإرهاب”، في الوقت الذي لم يخرج عن المجتمع الدولي سوى تنديدات إعلامية سابقة، بينما الحال ذاته لا ينطبق على الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث أن الكثير يعتبر الروس “شريك” في الحل السلمي في سورية، وهو إن دل على شيء، فيدل على ازدواجية بالمعايير، فكيف لقاتل أن يصبح شريك بحل سلمي.

إننا في المرصد السوري نسعى من خلال نشر هذه الإحصائيات المرعبة، لتوثيقات الخسائر البشرية، التي كان المدني السوري الضحية الأساسية فيها، لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، محملة بأوجاع وآلام وصرخات أبناء الشعب السوري، لعلّها تحرك ما تبقى من ضمير هذا المجتمع، ونجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، إدانتنا الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سورية، وندعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وإحالة المجرمين إلى المحاكم الدولية المختصة، كي ينالوا عقابهم.