نتيجة انشغالها بحربها على أوكرانيا.. تراجع لافت بالنشاط الروسي خلال الشهر 78 من مشاركة الروس العسكرية في سورية

6 غارات على منطقة "بوتين-أردوغان".. و5 دوريات مشتركة مع الأتراك شمال شرق البلاد

127

استكملت القوات الروسية الشهر الـ 78 من مشاركتها العسكرية على الأراضي السورية، وشهد الشهر السادس من العام السابع سلسلة من التدخلات الروسية شملت أحداث قليلة نظراً لتراجع الدور الروسي الكبير في سورية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره رصد أبرز التحركات الروسية في سورية خلال الشهر 78.
ففي شمال غرب سورية، شهدت منطقة “بوتين-أردوغان”، تراجعاً ملحوظاً بالاستهدافات الجوية من قبل الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو الروسي، حيث أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، 6 غارات جوية شنتها المقاتلات الروسية على منطقة “خفض التصعيد”، لم تسفر عن خسائر بشرية، اثنان منها، بصواريخ جو-جو، في 14 آذار، انفجرت في أجواء بلدة شنان وبزابور حيث تتواجد في المنطقة نقطة عسكرية للقوات التركية جنوبي جبل الأربعين في ريف إدلب الجنوبي.
كما نفذت مقاتلة روسية 4 ضربات جوية، في 28 آذار، محملة بعدة صواريخ فراغية استهدفت أطراف بلدة معارة النعسان بريف إدلب الشمالي، ولم تسفر تلك الضربات عن خسائر بشرية.
أما في البادية السورية، فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الـ 78 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا، مقتل 9 عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” وإصابة 17 آخرين، جراء أكثر من 270 ضربة جوية نفذتها طائرات حربية روسية، استهدفت نقاط انتشارهم في البادية السورية، غالبيتهم قتلوا ضمن بادية الرقة ودير الزور وحمص وبدرجة أقل مثلث حلب – حماة – الرقة.

وبالانتقال إلى شمال شرق البلاد، فقد سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية 5 دوريات مشتركة خلال الشهر 78 من عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سورية، 4 منها جرت في ريف مدينة عين العرب (كوباني) قرب الحدود السورية-التركية ضمن محافظة حلب، جرت بتواريخ (28 شباط) و(7،14،28 آذار)، بينما الدورية الأخيرة فجرت بتاريخ العاشر من آذار في ريف الدرباسية قرب الحدود السورية-التركية ضمن محافظة الحسكة.

شهر آخر يمر ولا يزال الشعب السوري يعاني ويلات التدخل الروسي الذي يبدو وكأنه انتقام ضد السوريين لخروجهم على النظام الذي ارتكب الويلات بحق شعبه. وفي وقت تتغير فيه خريطة التحالفات وتوازنات القوى، باتت روسيا الرابح الأكبر في سلسلة الفوضى بعد أن نجحت في استعادة سيطرة “النظام” على نحو ثُلُثي البلاد بعد أن كان “النظام” فقد السيطرة على أغلب أراضيها. ومع التبدلات المستمرة في موازين القوى واستعادة قوات النظام السيطرة على مساحات واسعة من سورية، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مناشداته للمجتمع الدولي للضغط على روسيا لوقف عدوانها على المدنيين السوريين، إضافة إلى الضغط من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة السورية التي أكملت عامها العاشر على التوالي، دون حل يلوح في الأفق لوقف آلة القتل التي انطلقت لتسفك دماء آلاف السوريين وتشرد الملايين غيرهم داخليا وخارجيا.