مناطق “غصن الزيتون” في تشرين الأول: نحو 40 حالة اعتقال وخطف تعسفي وأكثر من 80 انتهاك آخر على يد الفصائل الموالية لأنقرة

251

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يُعرف بمناطق “غصن الزيتون” في منطقة عفرين شمال غربي حلب، يتفاقم مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوم دون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.

المرصد السوري لحقوق الإنسان تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر تشرين الأول 2024، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا وفاضحًا لحقوق الإنسان.

 

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف

وثّق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر تشرين الأول، مقتل واستشهاد 14 شخصًا بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، وتوزعوا على النحو التالي:

3 من المدنيين بينهم سيدة برصاص عشوائي واقتتال

11 من العسكريين، وهم:
-3 باشتباكات مع قوات تحرير عفرين
-8 في اقتتال فصائلي

 

تفاصيل مقتل المدنيين:

-قُتل شاب يعمل بالزراعة برصاصة خرجت من مسدس ابن عمه عن طريق الخطأ، في مدينة جنديرس بريف عفرين.

-استُشهدت سيدة ورجل إثر إصابتهما برصاص عشوائي في مخيمات قرية كفرجنة على إثر الاشتباكات بين الجبهة الشامية والقوة المشتركة في المنطقة.

 

تفاصيل مقتل العسكريين:

-قُتل عنصر من فصيل “فيلق الشام” إثر هجوم نفذته القوات الكردية على مواقع “فيلق الشام” على محور قرية كباشين بناحية شيراوا بريف عفرين.

-قُتل أربعة عناصر من فصيل “القوة المشتركة” إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين الأخيرة وفصيل “الجبهة الشامية” على محاور كفرجنة وقطمة بناحية شران بريف عفرين.

-قُتل 4 عناصر من “لواء صقور الشمال” على إثر الاشتباكات العنيفة مع فصيل “القوة المشتركة” في قرى شيخورزة وسعرنجكه وكوتانلي بناحية معبطلي في ريف عفرين.

-قُتل عنصر من فصيل “لواء الأوزبك” التابع للقوة المشتركة، على محور أناب بريف عفرين شمال غربي حلب، وذلك خلال اشتباكات مع قوات تحرير عفرين.

-قُتل عنصر من القوة المشتركة إثر انفجار لغم أرضي خلال محاولة مجموعة عناصر التسلل إلى مواقع قوات تحرير عفرين على محور بينه في ناحية شيراوا بريف عفرين.

 

انتهاكات مستمرة على قدم وساق

لا تزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن في ارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة إلى انتهاكات تطال المهجرين إلى المنطقة أيضًا. وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر تشرين الأول 2024، 34 حالة اعتقال تعسفي بينهم امرأتان و3 حالات خطف.

 

إلى جانب حالات الاعتقال التعسفي والخطف، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 80 انتهاكًا بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

-6 عمليات استيلاء على الأراضي الزراعية العائدة لأهالي عفرين المهجرين قسرًا، حيث أقدم عناصر فصيل “صقور حيان” على الاستيلاء على 910 شجرات زيتون وبيع محصولها للموالين لهم مقابل مبلغ مالي قدره 4000 دولار أمريكي، تعود ملكيتها لأربعة مواطنين من المهجرين قسرًا من عفرين بفعل العملية العسكرية خلال عام 2018، حيث كانت هذه الحقول تُدار من قبل موكلين على مدار عامين.

 

-18 عملية “فرض فدية مالية” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية، منها 14 حالة لإطلاق سراح مواطنين ومعتقلين، وتراوحت قيمة الفدية ما بين 300 دولار إلى 5000 دولار أمريكي، فيما توزعت باقي حالات فرض الإتاوة من قبل الفصائل الموالية لتركيا على الأهالي على النحو التالي:

حالة فرض إتاوة من قبل جماعة “عدنان الخويلد/أبو وليد العزة” من “فرقة السلطان مراد” تصل إلى 60% على إنتاج موسم الزيتون من الحقول المملوكة للمواطنين الغائبين، حيث يديرها أصحاب الوكالات المقيمون في قرية “قورنه” بناحية بلبل، مع تهديدات بالاستيلاء على الحقول إذا لم يتم دفع هذه الإتاوات.

حالة فرض إتاوة من قبل فصيل “فيلق الشام” حيث فرض إتاوات مالية بلغت 400 ليرة تركية بحجة “حراسة الحقول”، و100 دولار أمريكي على الموسم، بالإضافة إلى فرض إتاوات مالية على أهالي ناحية شران بريف عفرين.

حالة فرض إتاوة من قبل عناصر فصيل “فرقة السلطان مراد” حين فرضوا إتاوات مالية بنسبة 60% على محصول الزيتون الذي تعود ملكيته لمواطنين مهجرين قسرًا، وسط تهديدات بالاستيلاء الكامل عليه.

حالة فرض إتاوة من قبل فصيل “فرقة الحمزة” حين فرضوا إتاوات تصل إلى 2 دولار على كل شجرة زيتون مثمرة، بينما تتراوح الإتاوة بين 0.5 و1 دولار على الأشجار غير المثمرة، مع استجواب عشرات الأهالي وفرض رسوم مالية على بعضهم بحجة إدارة ممتلكات المهاجرين.

-4 حالات اعتداء من قبل الفصائل الموالية لتركيا، الأولى والثانية حين اعتدى عناصر من فصيل حركة “أحرار الشام الإسلامية” المنضوية على شابين يعملان كحراس لحقول زيتون تعود ملكيتها لمواطنين أكراد في جنديرس بريف عفرين، بذريعة حراسة حقول الزيتون ضمن قطاعها دون أخذ الإذن منهم.

الحالة الثالثة حين اعتدى عناصر من “فرقة الحمزة” على مواطن من أهالي قرية كفرزيت بريف عفرين وهددوه بالقتل، وذلك بعد تقديمه شكوى ضدهم للجهات المسؤولة بشأن ضمانهم حقل زيتون يعود له لشخص آخر دون علمه.

الحالة الرابعة حين اعتدى عناصر من فصيل “فرقة السلطان مراد” على مواطن من ناحية بلبل في ريف عفرين أثناء قطافه ثمار الزيتون من حقله، متهمين إياه بجني المحصول قبل الموعد المحدد. ولم يقتصر الاعتداء على العنف فقط، بل سرق العناصر حوالي 15 كيسًا من الزيتون من الحقل.

-52 حالة سرقة من قبل فصائل “الجيش الوطني” بمختلف مسمياتها، حيث جرت سرقة محصول 6110 شجرات زيتون من قبل فصائل الجيش الوطني بعد أن منعوا الأهالي من جني محصول الزيتون بحجة عدم نضجها، ليفاجأ الأهالي بسرقة كامل محصول الزيتون من قبل تلك الفصائل.

في حين أحصى المرصد السوري خلال شهر تشرين الأول اقتتالًا وحيدًا بين “القوة المشتركة” من جهة و”لواء صقور الشمال” والجبهة الشامية من جهة أخرى، حيث قُتل 4 من القوة المشتركة و4 من لواء صقور الشمال، واستُشهد خلال الاشتباكات سيدة ورجل، بالإضافة إلى إصابة 27 من المدنيين بينهم 3 أطفال، وذلك على خلفية رفض لواء صقور الشمال حلّ نفسه بأوامر مباشرة من القوات التركية.

ولم تشهد منطقة “غصن الزيتون” أي تفجيرات خلال شهر تشرين الأول.

ومما سبق، يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.