مناطق “غصن الزيتون” في أيار: 55 حالة اختطاف واعتقال تعسفي و54 انتهاك آخر.. وتغيير ديمغرافية المنطقة يتواصل بدعم من الجانب التركي

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

91

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر أيار/مايو 2022، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر أيار، مقتل واستشهاد 10 أشخاص بأساليب وأشكال متعددة ضمن مناطق نفوذ القوات التركية وفصائل غرفة عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، توزعوا على النحو التالي:

– 2 من المدنيين، هم: موطن جراء انفجار جسم مجهول أتناء العبث به داخل منزله في حي الزيدية بمدينة عفرين، وشاب من عشيرة الهيب في قرية قزل باش بناحية بلبل، جراء قيام حاجز يتبع الى فصيل صقور الشمال بإطلاق النار على سيارة كان الشاب يستقلها برفقة شاب أخر.

– 6 من العسكريين، هم: 3 من فرقة الحمزة نتيجة عملية تسلل لقوات تحرير عفرين نحو نقاطهم على محور قرية كيمار شرقي عفرين، وعنصر من فصيل صقور الشمال باشتباكات مع عشيرة الهيب في قرية قز لباش التابعة لناحية بلبل بريف عفرين، وعنصر من فصيل الجبهة الشامية جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية وفصيل الجبهة الشامية على محور قرية أناب بناحية شيراوا، وعنصر من فصيل فيلق المجد في ظروف غامضة في قرية ماملي التابعة لناحية راجو وعليه آثار تعذيب.

– 2 من القوات التركية باستهدافات برية للقوات الكردية شمال غربي حلب.

كذلك شهدت منطقة غصن الزيتون خلال مايو/أيار، 3 اقتتالات وتفجيرين اثنين، التفجير الأول كان بتاريخ 16 مايو/أيار الجاري، حين انفجر جسم مجهول داخل منزل في حي الزيدية بعفرين، توفي على إثره مواطن وأصيبت زوجته وابنته بجروح بليغة، والتفجير الثاني كان بتاريخ 28 مايو، حين انفجرت دراجة نارية مفخخة كانت مركونة قرب مقر للقوات التركية على طريق جنديرس، ما أدى الى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح بينهم عنصر من الشرطة العسكرية.
أما الاقتتالات فكان الأول كان بتاريخ 2 مايو /أيار، حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيل صقور الشمال وعشيرة المهيب في قرية قزلباش التابعة لناحية بلبل، على خلفيّة قيام عناصر من حاجز لفصيل صقور الشمال بقتل شاب من عشيرة الهيب وإصابة آخر بسبب عدم توقفه على الحاجز لتندلع على أثرها اشتباكات بين الطرفين بقذائف الأربيجي والرشاشة الثقيلة، أدت لمقتل عنصر من صقور الشمال.
الاقتتال الثاني كان بتاريخ 2 مايو/أيار، حين أصيب ثلاثة عناصر من الجيش الوطني، جراء اندلاع اشتباكات عنيفة بين فصيل نور الدين الزنكي وفصيل جيش الشرقية في وسط ناحية جنديرس في أولى أيام عيد الفطر، الأمر الذي أدى خلق حالة من الرعب والخوف بين الأطفال.
أما الاقتتال الثالث كان بتاريخ 6 مايو/أيار، حين اندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بين فصيل فرقة الحمزة وحركة ثائرون للتحرير في قرية تل حمو التابعة لناحية جنديرس، على خلفيّة سرقة مكتب للصيرفة من قبل عناصر محسوبين على فصيل الحمزة، وعلى إثرها اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ما أدى إلى انقطاع الطريق الواصل بين ناحية جنديرس ومدينة عفرين بشكل مؤقت.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق
لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير منها واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين إلى المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر مايو/أيار، 55 حالة اعتقال تعسفي واختطاف لمدنيين من قبل الفصائل، بينهم امرأة واحدة، وجرى الإفراج عن 17 منهم بعد دفع فدية مالية.

إلى جانب حالات الاختطاف والاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 54 انتهاك بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

– 4 حالات بيع لمنازل مهجرين كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.
– حالة مصادرة أرض زراعية وحالة مصادرة محال تجاري من قبل فصائل الجيش الوطني.
– 17 عملية “فرض إتاوة” من قبل الفصائل والشرطة العسكرية منها 15 حالة فرض إتاوة مقابل إطلاح سراح معتقلين وحالة فرض إتاوة على متعهدي لأبنية السكنية من قبل فصيل الجبهة الشامية وحالة من قبل فصيل نور الدين الزنكي فرضها على مواطن لقاء إخلاء منزله.
– 18 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 485 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
– 10 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها على مدنيين لأسباب مختلفة.
– 3 عمليات تجريف وتخريب للتلال الأثرية.

التغير الديمغرافي في عفرين
وفي إطار تغيير ديمغرافية عفرين وبناء المستوطنات، أنهت جمعية الأيادي البيضاء الكويتية بناء مستوطنة بالقرب من قرية كفرصفرة التابعة لناحية جندريس بريف عفرين شمال غربي حلب، وتتألف من 250 منزل مع بنى تحتية كاملة ومدرسة ومسجد ومحلات تجارية، وتم بناء المستوطنة على سفح جبل” حج محمد “بعد قطع الأشجار الحراجية منها، وتم توطين عائلات من مهجري دمشق.
ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، حيث تواصل الفصائل الموالية لأنقرة، جرف التلال الأثرية في محاولة منها للبحث عن اللقى والدفائن الأثرية وتخريب التاريخ السوري، إذ رصد نشطاء المرصد السوري في شهر مايو/أيار، 3 عمليات تجريف وتخريب للتلال الأثرية منها تجريف موقع تل “جوبانا” الاثري وتدمير موقع “بيشيراق” الاثري وتدمير موقع “زندكانة” الاثري ،ويقع الموقع بالقرب من بين قريتي سنديانكه ومسكة تحتاني التابعتين لناحية جنديرس بريف عفرين، وتعرض التل للتخريب الممنهج من قبل فصائل الجيش الوطني وهو من المواقع الأثرية الغير مسجلة في قيود مديرية الآثار السورية ونتيجة لأعمال الحفر تم تدمير الكثير من الأواني الفخارية وتدمير جزء كبير من الأراضي الزراعية المحيطة بالموقع.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دون رادع لها يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.