لن ننسى 4 آب 2013.. عشر سنوات على مجزرة اللاذقية.. جرح غائر ضحاياه أبرياء

يذكّر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه لا مصالحة دون محاسبة كل من أجرم في حق السوريين ومن أوصل البلد إلى هذا الخراب.

252

مرّت عشر سنوات على مجزرة اللاذقية التي راح ضحيتها عشرات المدنيين العزّل رجالا ونساءً وأطفالا على أيدي مجموعات متطرفة تابعة لفصائل إسلامية معارضة للنظام وتنظيمات أخرى، حيث قامت تلك الجماعات بحملة تطهير مذهبي أسمتها بـ”غزوة عائشة أم المؤمنين”، وقد استهدفت ريف اللاذقية الشمالي، في جريمة مروّعة ذُبح فيها الأبرياء بالسواطير والسكاكين وربطت فيها على بطون النساء  لانتزاع أجنّة الحوامل وهن على قيد الحياة ليتم بعد ذلك ذبحهن وأطفالهن، ضمن مشهد إجرامي مأساوي تقشعر له الأبدان.
وأمام تواصل  قانون الغاب وعدم محاسبة الجناة والمجرمين عن تلك الجريمة الشنعاء، يذكّر المرصد السوري لحقوق الإنسان بذلك اليوم الأسود الذي  شهده مناطق في جبل الأكراد وجبل التركمان المحاذيان للحدود السورية-التركية في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، ويؤكد أن تلك الجريمة التي انضافت إلى جرائم أخرى والتي مسّت الإنسان في سورية في الصميم ستظلّ ندبة على جبين المجتمع الدولي والحقوقي الذي  ظلّ صامتا إزاء ممارسات شنعاء نكّلت بالصغار والكبار.
ويشدّد المرصد السوري على أن محاسبة من تسبب في تلك الجريمة المروعة لا بدّ أن يكون هدفا للملاحقة والمحاكمة من قبل المجتمع الدولي، حيث إن التغاضي عن أي انتهاك يمس حقوق الإنسان هو في الواقع تشجيع لطغيان الجريمة، ويدعو إلى التسريع في وضع آليات لإيقاف آلة استهداف المدنيين والتنكيل بهم من قبل الجماعات المتطرفة والجهات المحتلة وقوات النظام  .
ويهمّ المرصد أن  يذكّر  الجهات الدولية والضمير الإنساني بأن سفك الدماء في سورية أودى بحياة الملايين من الأبرياء ونزوح ملايين أيضا إلى جانب الزج بالآلاف وراء القضبان.
كما يهمنا إيصال الصورة كما هي  بسوادها إلى كل العالم، حتى يتحمّل كل طرف مسؤوليته  تجاه الوضع المأساوي الذي انحدرت فيه سورية منذ 2011.
مجزرة اللاذقية واحدة من أفظع المجازر التي عرفتها سورية، اغتيالا لكرامة الإنسان وسفكا للدماء وانتهاكا للأعراض، لذا وجب التذكير بِفظاعتها والتنديد بها، رغم خذلان بعض الأطراف الدولية والصمت الإعلامي العربي وصمت السلطات الرسمية، وكأنّ المجزرة جرت في كوكب آخر..  ونذكّرُ بأنّ المجازر لا تزال  تُنفذ في عديد القرى والأرياف والمدن ورائحة الموت تفوحُ من كل زاوية وركن من سورية، رغم اختلاف المنفذين.
مجزرة اللاذقية إلى جانب مجازر خان شيخون وحمص وحطلة وغيرها، وسلسلة الهجمات بطائرات الهليكوبتر العسكرية التي ألقت البراميل المتفجرة على مناطق مختلفة، هي  ممارسات شاهدة  على مآسي أكبر حروب القرن الحالي، وعناوين لجروح سورية لن تندمل إلا برحيل مرتكبيها ومحاسبتهم.
والتزاما بالقوانين والمواثيق الإنسانية التي تلتقي على أرضيتها وأهدافها البشرية جمعاء، ندعو إلى موقف إنساني حازم  لمحاسبة كل من ارتكب جريمة ضد الإنسانية في سورية، وعلى المجتمع الدولي أن يفي بوعوده والتزاماته بمحاسبة دولية لكل الفصائل وللنظام، عبر تطبيق الفصل السابع وتحويل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، تحقيقا للعدالة وانتصارا لكرامة الإنسان.