في ذكرى اعتقال عبد العزيز الخير: هل خذلت المعارضة ملفّه  

137

مرارة أن تُطارد بسبب موقفك  السياسي من السلطة القائمة وأن ينكّل بك بسبب موقفك الثابت الرافض للديكتاتورية، ذاقها المناضل والمعتقل في سجون النظام منذ عشر سنوات عبد العزيز الخير، حيث أُعتقل وهو عائد من جمهورية الصين الشعبية بعد أن مثّل هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير  الديمقراطي في لقاءات خاصة بالعملية السياسية في سورية.

ظلّ عبد العزيز مجهول المصير برغم حملات المناصرة الواسعة التي نظّمتها المعارضة في الداخل والخارج، لكن باءت كل المحاولات بالتجاهل من قبل السلطة .

وتتحدث  الحقوقية وزوجة المناضل المعتقل عبد العزيز الخير، فدوى الخير، في ذكرى اعتقاله مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة” يوم 20 سبتمبر 2012  اعتقل عبد العزيز الخير وماهر طحان وإياس عياش عن طريق الخطف من مطار دمشق الدولي ولازال النظام ينكر وجودهم لديه مع أننا متيقنون من الاعتقال، بعض أطراف المعارضة  يسعدها تغييب صوت عبد العزيز ورفاقه”.

وحمّلت المجتمع الدولي مسؤولية عدم الكشف عن مصير زوجها ورفاقه، حيث  لم يتم التعامل بشكل جدّي مع هذا الملف الشائك والضغط للإفراج عنهم، مردفة “لن يتملّكني اليأس ولن أهدأ قبل أن أعرف مصيرهم ومكانهم”.

وتطرقت للمآسي التي يتعرض لها المعتقلون في سجون النظام السوري ومراكزه الأمنية.

ووجهت رسالة مفادها، ” رسالتي أولا لنفسي و لرفاقي، لنذكر أنفسنا دائما بالهدف العظيم الذي نعمل من أجله، وهو معرفة مصير المختفين وإطلاق سراح المعتقلين، رسالتي لمرتكبي هذه الجرائم الذين حتى اليوم يتمتعون بالحصانة الوضعية ويعتقدون بإمكانية الإفلات من العقاب، ورسالتي للمجتمع الدولي، تأكيدا لمطالبنا، تأكيدا على  أنه لتسييس قضيتنا و تأكيدا على أصواتنا و أصوات من هم تحت حكم الخوف، لا تراجع عن قضيتنا “.

بدوره علّق الأمين العام لحزب اليسار عبد الله حاج محمد، في حديث مع المرصد السوري  على استمرار التعتيم في قضية الخير الذي يعتبر مناضلا سياسيا فذّا، لافتا إلى حلم الخير بتخليص سورية من عبء منظومة الحزب القائد رغم إدراكه لصعوبة المهمة لأن النظام أسّس وعمل بجد لفرض نفسه كقائد ومتحكم بمصير البلاد والعباد، متابعا،  أنّ الخير سعى جاهدا  لخلق فرص أوسع للعمل السياسي الرامي لتسريع عملية الانتقال الديمقراطي و دفع ضريبة ذلك ، ” لم يكن عبد العزيز الخير طامعا في مناصب سياسية ولو كانت لديه رغبة كان قادرا على الحصول عليها زمن حافظ الأسد”.

وذكّر محدّثنا  برفض عبد العزيز الخير تسليح الثورة وقد عبّر عن ذلك علنا في مؤتمر القاهرة ما رفضته المعارضة حينها،  “واليوم  يقبع  المناضل عبد العزيز الخير بأحد المعتقلات السرّية ولم تتمكن المعارضة من تخليصه ولا كشف مصيره ومكانه لا  نستغرب من ذلك لأن هذه المعارضة نفسها هي من رفضت ما طرحه الخير في بداية الثورة،  ولم تتبنى أفكاره التي تهدف للحفاظ على الثورة السورية السلمية وإسقاط الاستبداد بثورة فكرية وعقلانية لا عنف وفوضى وسلاح”.

إنّها اعتقالات يصطحبها سلب للإرادة وإهانة للذات البشرية انطلاقا من طريقة الإيقاف وصولا إلى الاحتجاز الذي يُمنع خلاله -إن لم يقتل- من التواصل مع العالم الخارجي والأهل، علاوة على الحرمان من المتطلبات الصحية والطبية وعدم توفير وجبات طعام بقيمة غذائية كافية لكل معتقل للحفاظ على صحته، فضلا عن عدم مراعاة التغيرات المناخية والفصول في طريقة اللباس التي يجبر فيها المعتقلون على  ارتداء زيّ  يتعارض مع حقّه في توفير ملبس نظيف.
والجدير بالذكر أن المرصد السوري قد أطلق طيلة سنة حملة مناصرة لقضايا المعتقلين والمختفيين، وقد لاقت تجاوبا من جهات حقوقية شاركت في إصدار البيانات الموحدة  تنديدا بسياسة النظام في تكميم الأفواه عبر آلة الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.