عمليات نصب واحتيال بمئات الآلاف من الدولارات تطال تُجار السيارات والهواتف المحمولة في مدينة الرقة”العاصمة السابقة للخلافة”
شهدت عموم مناطق سوريا، ظواهر عدة طوال سنوات الحرب، ولا سيما عمليات النصب والاحتيال، وظواهر أخرى، من غسيل أموال وعمليات تزوير، في حين تشهد مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا انتشاراً واسعاً لهذه الظواهر، بوسائل وطرق مختلفة، منها عبر الانترنيت بحسابات بنكية وهمية من خلال توريط الضحايا وخداعهم، وأخرى عن طريق أشخاص والتشبيك المعتمد بين التجار على أساس الثقة المتبادلة.
وتقدر عمليات النصب والاحتيال بمئات الآلاف من الدولارات، على رغم من قرار الإدارة الذاتية الذي أصدر في الرابع من حزيران/يونيو هذا الشهر، والذي ينص على مُعاقبة مزاولي مهنة ” التعقيب وغسيل الأموال” إلا أن هذه العمليات الغير أخلاقية لا تزال منتشرة بشكل كبير.
وفي عملية نصب جديدة وبمبلغ مالي كبير، بحسب مصادر المرصد السوري، فإن المدعو “ع. أ” والذي يعرف بلقب “أبو شيخو” وهو من أهالي منطقة عفرين، قام بسرقة نحو 2 مليون دولار من تُجار السيارات في الرقة والحسكة والقامشلي ومن الشخص الذي أدخله إلى عالم تجارة السيارات وبعض من أقربائه، ومن ثم لاذ بالفرار.
وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري، فإن المدعو “أبو شيخو” نزح من منطقة عفرين إلى الرقة، وكان يستقر هو وعائلته في المدينة على مدار عامين، وفي البداية سكن عند منزل المدعو ” ش.ف” وله باع طويل في تجارة السيارات في الرقة، والأخير قام بدوره بتقديم المساعدة له من خلال تأجير منزل أحد أصدقائه، دون مقابل مالي، بالإضافة إلى إيجاد عمل له، وإعطائه رأس مال، ليعمل في مجال بيع وشراء السيارات، بعد أن عرفه على تُجار السيارات وعلى أقربائه أيضاً المعروفين بامتهانهم عمل التجارة بمختلف مجالاتها في مدينة الرقة.
وعلى إثر ذلك بدأ العمل في هذا المهنة، بعد نيله ثقة أصحاب سوق السيارات، والقيام بإجراءات البيع والشراء من دون عقود رسمية، كما قام بجمع الأموال من التجار نيابة عن صاحبه، ليصبح رجل معروف بثقته ومكانته بين تُجار.
وقبل أيام اكتشف “ش.ف” أن “أبو شيخو” لم يقم بتسليم السيارات إلى المكان المطلوب، بل على خلاف ذلك، قام بقبض المبالغ باسم صاحب ” تاجر السيارات” وهرب به إلى خارج المنطقة، إلى كردستان العراق مكان إقامة أخاه ومن ثم لاذ بالفرار رفقة شخص آخر ساعده على الهروب، بعد سرقة مبالغ طائلة تقدر بـنحو 2 مليون دولار مليون دولار.
وبحسب ما ذكره الضحية، فإن الجاني قام بنصب نحو مليون و300 ألف دولار أمريكي، فضلاً عن أخذه مبالغ من أقاربه بما يقارب 250 ألف دولار أمريكي، ومن تُجار الحسكة والقامشلي والرقة 400 ألف دولار أمريكي.
في حين أكد المدعو ” ش.ف” وهو ضحية هذه العملية بأن من يدلي بمعلومات عنه له مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار.
وفي حادثة أخرى ،ونتيجة للانتشار الواسع لعمليات ” النصب والاحتيال”، أشارت مصادر المرصد السوري في المدينة، إلى أن عملية نصب أخرى طالت أصحاب محلات الهواتف المحمولة “الموبايلات”، من قبل شخص، وتقدر بأكثر من 500 ألف دولار أمريكي.
وفي تفاصيل عملية الاحتيال، أن تُجار الهواتف المحمولة والاتصالات قبل أيام في شارع الوادي بمدينة الرقة قد تعرضوا لعملية نصب واحتيال كبيرة، فيما لاذا الفاعل إلى جهة مجهولة ولم تُعرف بعد مكان تواجده.
ويذكر، بـأن محافظة الرقة سبق أن شهدت عمليات النصب والاحتيال، وذلك بسبب الفساد المستشري في المنطقة، فضلاً عن انتشار التجارة في المنطقة على اختلاف أنواعها كـ” المخدرات والأسلحة”.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير عن عمليات النصب وغسيل الأموال في المدينة الرقة بتاريخ 16 يونيو الجاري، بأن القوى الأمنية تشنّ حملة بحث واعتقالات واسعة، منذ صدور القرار في مدينتي الرقة والطبقة، بحثاً عن أشخاص يعملون بما يعرف محلياً بالتعقيب.
وبحسب ناشطي المرصد فقد هزت منطقة حزيمة منتصف أيار الفائت جريمة تعذيب وتشويه طالت أحد الأشخاص الذي يعمل بالتعقيب بعد سجال كبير مع شخص آخر، نتيجة خلاف على أموال محولة من البنوك السعودية، مما دفع إخوة الجاني على اختطاف مواطن وتعذيبه وتصوير شريط مصور وهو يتلقى التعذيب، وتم كشف ملابسات الجريمة وألقى مكتب مكافحة الجريمة المنظمة القبض على الفاعلين.
والتعقيب هي سلسلة عمليات نصب الكتروني، ينفذها عدة أشخاص من الرقة والطبقة وبالخارج في تركيا والسعودية ، بحق ضحاياهم.