عفرين تحت الاحتلال 177

96

 

قريتي “حسن ديرا، شنگل” – تغيير ديمغرافي واسع واستيلاء على الممتلكات، وفاة امرأة حرقاً، اختطاف واعتقالات تعسفية

عندما داست أقدام “محمد الجاسم- أبو عمشة” وغيره من المرتزقة أراضي عفرين وبدأوا بالفساد والإجرام ضد المنطقة وأهاليها ولازال، لم تتحرك النخوة لدى مشايخ وشرعيي ما تسمى بـ”الثورة والجهاد” ولم تهمهم في وقتها قضية الشهيد أحمد شيخو من شيخ الحديد الذي توفي نتيجة التعذيب الشديد، بينما استنفرت حناجرهم بعدما وجدوا “أبو عمشة” يهتك بعناصره وأعراضهم؛ ها هو “الشيخ أحمد الحلوي- أبو علي” عضو “لجنة رد الحقوق” يتحدث عن جرائمه ووجوب قتله عليها، فيما نُذَكِّر أن كافة الميليشيات ومتزعميها بإدارة الاحتلال التركي لا يقلُّون عن الجاسم وفرقته “السلطان سليمان شاه” فساداً وإجراماً، فيما يلي جزءاً منها:

  قرية “حسن ديرا- Hesen Dêra“:

تتبع ناحية بلبل وتبعد عنها بـ/18/كم جنوباً، مؤلفة من حوالي /140/ منزل ولها مزرعتان (كازه /5/ منازل، باخاشيه /10/ منازل)، كان فيها حوالي /800/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، بقي منهم /35 عائلة = 125 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /105/ عائلة = 650 نسمة/ من المستقدمين فيها، عدا بعض الخيم في محيط القرية. وتم تدمير ثلاثة منازل في مزرعة “كازه” بشكلٍ جزئي بالقصف وواحد بانفجار لغم أرضي.

في بداية احتلال القرية- أواسط آذار 2018م- لم تسمح الميليشيات بعودة الأهالي إليها، فاضطّروا للبقاء في قرية “شوربه” المجاورة حوالي أسبوعين، حيث سرقت ما تريد، وقامت مجموعة منها في ذاك الوقت باستدراج المواطن “س. ش” مع سيارته الجيب الحديثة إلى خارج القرية لتجبره على التخلي عنها، لكنه قاوم فتعرّض لإطلاق الرصاص وتمكن بسيارته الرجوع إلى ذويه فيما المجموعة لاذت بالفرار.

استولى الجيش التركي على مزرعة “كازه” العائدة لـ”عصمت شيخو وأشقائه و محمد حسن شيخو” واتخذها نقطة عسكرية.

وسيطرت ميليشيات “أحفاد الرسول” التي يتزعمها المدعو “أبو جمعة” على القرية واستولت على حوالي /110/ منازل بما فيها من محتويات وحوالي /15/ محلاً تجارياً وورشات للخياطة، منها لـ”أنور شيخو، محمد رشيد شيخو، شعبان سيدو”، وعلى معصرة زيتون لـ”عصمت شيخو” ومدجنتين للفروج لـ”محمد حسن شيخو، منان عثمان علو” وتستخدم مبنييهما حالياً لتربية المواشي.

وسرقت 75% من محتويات باقي المنازل، من مؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وأدوات وتجهيزات كهربائية، ومحركات ديزل وبنزين ومولدات صغيرة ومجموعة توليد كهربائية للأمبيرات ومجموعتان كبيرتان لتوليد الكهرباء لتشغيل محطة ضخ مياه الشرب، وكذلك جرارين زراعيين وسيارة بك آب وسيارة تكسي ودراجتين ناريتين.

واستولت على حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون و /400/ شجرة تفاح وعنب، منها عائدة لـ”عصمت شيخو، عابدين هورو، حج حنان حمزة، سعيد حنان، منان علو”.

وفرضت أتاوى بنسبة /20-25%/ على مواسم الزيتون العائدة للمواطنين الغائبين الموكّلين لأقارب لهم، ونسبة من مردود معاصر الزيتون.

وقامت بقطع /140/ شجرة زيتون لـ”محمد حسن شيخو” و/20/ شجرة للمرحوم رمزي شيخو بشكلٍ جائر، وكامل أشجار السرو بمحيط معصرة الزيتون في مفرق القرية، وبشكلٍ كبير في غابات جبل هاوار المطلّة على القرية من الجهة الغربية، بغية التحطيب وصناعة الفحم والتجارة.

وهناك رعي جائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، دون أن يجرؤا أحداً من الأهالي على منعه.

وقد أصيب أربعة مواطنين (رجلان وطفلان) بجروح متفاوتة أثناء مجزرة حي المحمودية في عفرين بتاريخ 16/3/2018م، حيث أصبح المواطن “رشيد منان عثمان” معاقاً من قدميه، وبتاريخ 12/4/2018م تعرّضت المواطنة “ذكية محمد بكر- مواليد 1962م” من أهالي القرية للقتل على طريق تهريب البشر بين بلدتي “نبل والزهراء” ومدينة حلب، وسُرق ما في حوزتها من مصاغ ذهب وأموال نقدية وجهاز خليوي، حيث تم دفن جثمانها في مقبرة قرية احرص- شمال حلب.

هذا وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، منها الاختطاف والاعتقال التعسفي والاهانات والتعذيب والابتزاز المادي وغيره، حيث اعتقل المواطن “فرات محمود إبراهيم- مواليد 1993م” وأخفي قسراً في سجن الراعي منذ 28/3/ 2018م وبعد حوالي ثلاثة أعوام نُقل إلى سجن ماراته وأطلق سراحه.

  قرية “شنكل- Şingêlê“:

تتبع لناحية بلبل وتبعد عن مركزها بـ/15/كم غرباً وعن الحدود التركية بـ/500م /، كان فيها /160عائلة =700نسمة/ سكّان كُـرد أصليين، جميهم نزحوا إبان العدوان التركي على المنطقة، وعاد منهم /60 عائلة =300نسمة/ فقط، وتم توطين /12عائلة= 70 نسمة/ من المستقدمين فيها.

في البداية سيطرت ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” على القرية ولكنها انسحبت لصالح ميليشيا “فرقة الحمزات” التي تتخذ من منزل المواطن “جميل عطش” مقرّاً عسكرياً لها ومن منزل “لقمان محمد بن عوني” سجناً خاصاً، ويتشارك في السيطرة على القرية أيضا ميليشيا “فيلق المجد”؛ من المنازل المستولى عليها لـ “علي حسن حسن، شيخموس محمد بن إبراهيم، حسن كرشود، عماد حسن، عادل عطش، نهاد محمود بن داود، أحمد كوجر محمود، صلاح عطش بن محمد، عكاش حسن حسن، شوكت رشيد عطش، أحمد جيلو محمد”.

كما تم تدمير منزل المواطن “خليل عبد الرحمن عطش” بشكل شبه كامل جراء قصفها بصاروخ.

قبل عودة الأهالي إلى القرية سرقت الميليشيات كافة محتويات المنازل من أسطوانات الغاز واﻷواني النحاسية والزجاجية والمؤن وتجهيزات الطاقة الكهربائية الشمسية (أغلب المنازل في القرية كانت تحتوي عليها، و تقدر قيمتها الاجمالية بملايين الليرات السورية)، بالإضافة إلى مجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) وشبكتها العائدة للمواطن “نضال أحمد قاسم” من أهالي بلدة ميدان اكبس، وحوالي /5/ آلاف تنكة زيت زيتون (16 كغ صافي) كانت مخزونة في المنازل، وحوالي ألف رأس ماشية من أغنام وأبقار وماعز، عدا نحر حوالي /100/ رأس ماشية بالرصاص الحي أمام أعين مالكها المواطن أحمد حنان حسن”.

وسرقت الميليشيات عشرات الآليات من القرية، عُرف منها:

– بيك آب “فورتي” لـ”علي رضا محمد عطش”.

– بيك آب “نيسان” دفع رباعي لـ”شعبان عطش”.

– جرار زراعي لـ”جميل عطش”.

-جرار زراعي لـ”صلاح عطش”.

– سبع درجات نارية.

واستولى مسلحون على بناء طابقي بالكامل عائد لـ”عائلة عطش” في مدينة عفرين، بالقرب من مشفى “آفرين”.

تعرّضت مواسم الأهالي من الزيتون واللوز والسمّاق لسرقاتٍ متتالية وأمام أعين أصحابها، وتعرّض حقل زيتون عائد لعائلة “محمد عطش” مؤلف من/800/ شجرة زيتون خلخالي بالقرب من بلدة “ميدان أكبس” بالكامل للقطع والحرق والرعي الجائر حتى أُبيد، و/100/ شجرة زيتون معمرّة أخرى للعائلة بالقرب من بلدة بلبل، وتم قطع عدة أشجار بطم وسنديان معمرّة في محيط القرية.

كما استولت الميليشيات على آلاف أشجار الزيتون واللوز العائدة للمهجرين قسراً، عرف منها (/500/ زيتون لـ”جمعة كرشود”، /600/ زيتون لـ”أبناء سليمان كرشود”، /200/ زيتون+ /700/ لوز لـ”حسين محمد قنبر”، /200/ زيتون + /100/ لوز لـ”نهاد محمود”، /500/ زيتون لـ “أبناء علي كرشود”، /150/ زيتون لـ”أحمد كرشود”).

وقد تعرّض الأهالي المتبقين في القرية إلى مختلف صنوف الانتهاكات، منها الاعتقال التعسفي والاهانات والابتزاز المادي وغيره، وممارسة المزيد من الضغوط عليهم بغية تهجيرهم؛ وقد اعتقلت سلطات الاحتلال المواطن “شيخموس محمد محمود /39/ عاماً” وأخفته قسراً منذ آذار عام 2018م، ولايزال مجهول المصير، دون أن يتمكن ذويه من معرفة شيء عنه حتى الان.

  امرأة من الاعتقال إلى الموت حرقاً:

كانت تعيش لوحدها في بيتٍ ريفي قديم بقرية “رووتا”- مابتا/معبطلي، مريضة وفي حالةٍ يرثى لها، لم يبقى لها حركةً في البيت لأكثر من /24/ ساعة، فدخله الجيران صباح الخميس 23/12/2021م، ليجدوها متوفية حرقاً أمام موقد النار.

إنها المواطنة “زينب عبدو /61/ عاماً” التي اعتقلت مع زوجها “عثمان مجيد نعسان” وثلاثة من أبنائها وزوجتي اثنين منهم مع طفلتيهما في 7 حزيران 2020م من قبل “الشرطة العسكرية في عفرين” والاستخبارات التركية بتهم ملفقة، وأُطلق سراحها أواسط شهر تموز الماضي من سجن ماراتهِ- عفرين بسبب المرض، بينما البقية لا زالوا مجهولي المصير، سوى “زليخة وليد عمر- إحدى الكنتين” التي فقدت عقلها وأفرج عنها في أواسط آب الماضي.

خرجت “زينب” من السجن لتجد منزلها ومنازل أبنائها في حي الأشرفية بعفرين مستحلة من قبل عناصر ميليشيات الشرطة العسكرية، فتشرّدت ولاقت مصيراً مؤلماً.

  اختطاف واعتقالات تعسفية:

– بتاريخ 21/12/2021م، اعتقلت الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة- الأمن السياسي” المواطنين “علي محمد إبراهيم /26/ عاماً، محمد أحمد أيوبي /27/ عاماً – هميار محمد قليج /27/ عاماً – دليار بطال بطال /27/ عاماً” من أهالي قرية “ماراتِه”- عفرين، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً، وكانوا قد اعتقلوا في مرةٍ سابقة.

– بتاريخ 22/12/2021، داهمت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” ورشة خياطة في قرية “قوتا”- بلبل التي يعمل فيها حوالي /50/ شخصاً، فانهالت عليهم بالضرب والشتائم، بحجة وجود مدونات عنها في صفحة فيسبوك باسم القرية، واختطفت تسعةً منهم (واحد من قرية “زركا” وآخر من قرية “قاسم” و/7/ من “قوتا”)، حيث أفرجت عنهم مساءً وأبقت على اثنين من “قوتا” إلى جانب مختطفين سابقين من القرية ذاتها، لتطلق سراح الأربعة يوم الجمعة 24/12/2021م.

يوماً بعد آخر ينبري من بين صفوف الميليشيات والمطبّلين لها من “سياسيين، مثقفين، مشايخ” وغيرهم شهوداً إلى حدٍ ما على الانتهاكات والجرائم التي ترتكب في عفرين، ليؤكدوا بدراية أو دون دراية مدى الدور والتدخل التركي المريب والسلبي في الشأن السوري عامةً والعدائي ضد الكُـرد خاصةً.

25/12/2021م

 

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————