“سعادتي لاتوصف عندما قُتل زوجي الأول”.. قاصر تروي للمرصد السوري معاناة زواجها المبكر من عنصر في تنظيم “الدولة الإسلامية” قبل أن يتم تزويجها بشقيقه

124

لم أصدق أنني تخلّصت منه ومن ظلمه وبطشه، بهذه الكلمات بدأت “عائشة الأحمد” إحدى القاصرات من زوجات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” حديثها للمرصد السوري لحقوق الإنسان،
تقطن عائلة “عائشة” في منطقة “رميلة” الحي الشعبي الأكبر في مركز مدينة الرقة “عاصمة دولة الخلافة المزعومة سابقا” وهي الكبرى من أخواتها الستة، حيث غلب على نمط حياتهم الطابع العشائري ومسألة الزواج المبكر، وكان زواجها الأول من”م.أ” أحد عناصر التنظيم في “جيش الخلافة”
تقول “عائشة” في حديثها للمرصد السوري، خلال العام 2013 حيث كنت أبلغ من العمر “15” عامًا خطبني أحد اقاربي “م.أ”، كان زواجي بحسب أعراف العشيرة حيث جرت العادة أن تتزوج الأنثى فور بلوغها مبلغ النساء ، وكان والدي يعمل في سوق الغنم وذو مردود مادي ضعيف، كان زوجي الأول كثير الغياب عن المنزل بحكم أنه مقاتل في “جيش الخلافة بتنظيم الدولة الإسلامية” في جبهة تل أبيض، حيث استمر زواجنا لمدة ثلاث سنوات وأنجبت خلالها ثلاثة أطفال، كانت معاملته فظة وكثير الغضب والضرب، ولايبرح أثناء إجازته أن يعنفني بـ “المعاشرة الزوجية وكأنني جماد أو جسد بلا روح”
خلال العام 2016 وأثناء معارك تل أبيض أبلغني “مكتب شؤون المجاهدين” بمقتل زوجي “أبو حسن” فكان خبر مقتله بالنسبة لي وكأنني خرجت من السجن وتحررت من غياهب الجب
تومئ “عائشة” قليلاً بنظراتها و تسترسل في حديثها للمرصد السوري بالقول: فرحتي لم تكتمل، بعد خروجي من العدة خطبني أخو شقيق زوجي “أبويوسف الأنصاري” وهو عنصر بتنظيم “الدولة الإسلامية” أيضا، لكنني لم أوافق وتحججت بحجج واهية أمام والدي” أعتبره أخي ولا أستطيع بعد زوجي الزواج” لكن جميع محاولاتي بالرفض، بائت بالفشل وأجبرت على الزواج الثاني، وكان زوجي الجديد مقاتلاً في سرايا مايسمى “جيش الولاية” بالتنظيم وأنجبت منه ثلاثة أطفال أيضا، خلال العام 2016_2017م، أثناء معارك تحرير الرقة وبالتحديد في منطقة رميلة، أصيب زوجي في قدمه، وبعد أسره تم نقله إلى مشفى تل أبيض وعلاجه، تم سجنه في سجن عايد بالطبقة وأفرج عنه “2019”
“عائشة الأحمد” تتابع حياتها حاليًا وهي أم لستة أطفال من زوجها الأول “3” وزوجها الثاني “3” وخضعت لعدة دورات وورشات إعادة تأهيل ودعم نفسي، حالها كحال العديد من قاصرات الرقة ممن كانوا ضحية “العادات العشائرية والسلعة الروحية بالتزويج المبكر لقاء المنفعة المادية”
وفي أوائل آذار/مارس من العام، 2013 سيطرت الفصائل المعارضة وتنظيم “جبهة النصرة” على مدينة الرقة التي كانت أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سيطرة قوات النظام آنذاك، لتندلع معارك عنيفة في أوائل كانون الثاني/يناير من العام 2014 بين الفصائل المذكورة أعلاه، وتنظيم “الدولة الإسلامية” انتهت بفرض التنظيم سيطرته الكاملة على المدينة في منتصف كانون الثاني/يناير في العام 2014، لتقوم بعدها قوات سوريا الديمقراطية بالسيطرة على مدينة الرقة مدعومة بقوات التحالف الدولي في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2017.