رغم تحذيرات الجانب الأردني.. اشتباكات ليلية بين الجيش الأردني ومهربي المخدرات على الحدود في ريف السويداء الجنوبي
أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، باندلاع اشتباكات عند منتصف ليلة الثلاثاء – الأربعاء بين قوات حرس الحدود الأردني وبعض المهربين من جانب آخر، خلال محاولتهم تهريب مواد مخدرة من مناطق ريف السويداء الجنوبي قرب قريتي خربة عواد والمغير والتي وصل رصاص الاشتباك إليها بحسب مصادر أهلية في المنطقة، يأتي ذلك رغم التحذيرات من الجانب الأردني بتغيير قواعد الاشتباك على المناطق الحدودية للتصدي لمحاولات التسلل والتهريب بعد مقتل أحد ضباطه وإصابة 3 جنود، أحدهم فارق الحياة أيضا متأثرًا بجراحه، في اشتباك مع مهربين على الحدود جنوب سوريا، في منتصف يناير/كانون الثاني الجاري.
كما أعلن الجيش الأردني، يوم 24 من كانون الثاني، عن إحباط محاولة تهريب شحنة مخدرات كبيرة قادمة عبر الحدود من سوريا، وفق بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية“
وجاء في البيان: تم تطبيق قواعد الاشتباك، ما أدى إلى فرار المهربين إلى داخل العمق السوري، وبعد تفتيش المنطقة تم العثور على (353,000) حبة كبتاجون و(150) كف حشيش و(1388) شريط جاليكا و(86) شريط ترامادول ونصف كيلو غرام من مادة الكريستال، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة.
وفي 16 يناير/كانون الثاني الجاري، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن القرى والمناطق الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، عند الحدود السورية – الأردنية، شهدت خلال الأسبوع الأخير اشتباكات متجددة، نتيجة تصاعد أعمال تهريب المخدرات إلى الجانب الأردني انطلاقًا من محافظة السويداء، مستغلين الضباب والأجواء الشتوية لتهريب المخدرات التي يدخلها ويصنّعها “حزب الله” اللبناني ويتم تهريبها إلى العالم عبر الأراضي السورية بمشاركة ضباط في جيش النظام.
وبحسب نشطاء المرصد السوري، فقد شهدت الحدود السورية – الأردنية مساء 15 يناير/كانون الثاني اشتباكات عنيفة سمعت أصواتها بوضوح في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء واستمرت لعدة ساعات بعد اكتشاف الجيش الأردني لمجموعة مهربين وهي تحاول التسلل إلى الأراضي الأردنية، بحوزتها مواد مخدرة، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات حرس الحدود في الجيش الأردني والمهربين، ما أدى إلى مقتل ضابط أردني برتبة نقيب وإصابة ثلاثة آخرين، وفق ما أعلنته السلطات الأردنية.
المرصد السوري لحقوق الإنسان حذر مرارًا وتكرارًا بأن محافظة السويداء في الجنوب السوري باتت مركزًا لتصدير مخدرات “حزب الله” إلى الجانب الأردني، إذ نشر المرصد السوري في الـ 11 من ديسمبر/كانون الأول المنصرم، بأن مادة “الحشيش” باتت تنتشر بشكل كبير في أوساط الشبان والمراهقين خلال الفترة الأخيرة، في ظاهرة باتت علنية أيضًا على غرار العاصمة دمشق، حيث يتم بيع المادة من قِبل مروجين على صلة بضباط من الأمن العسكري موالين لـ “حزب الله” اللبناني، الذي لايكترث لمخاطر نشر “المخدرات” في الأراضي السورية، وتحويل سورية إلى محطة تصدير لـ “المخدرات” والاتجار بها
كيف يتم تصدير المخدرات إلى السويداء؟؟
تنطلق شحنات “المخدرات” من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء في الجنوب السوري، بحماية مجموعات مسلحة موالية لأفرع النظام الأمنية محسوبة على “حزب الله” اللبناني، ويجري تخزين “المخدرات” ضمن مستودعات ليجهز إلى الوقت المناسب لعملية التهريب إلى الأردن أو بيع تلك المخدرات ضمن المحافظة كونها تشهد حالة من الفوضى وتعتبر أرض خصبة لبيع “المخدرات” إلى المروجين.
الترويج والتهريب إلى الأردن
مصادر من محافظة السويداء قالت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عمليات تهريب “مخدرات حزب الله” اللبناني إلى الأردن تنشط في فصل الشتاء بشكل لافت وكبير، حيث يستغل المهربون الأجواء الشتوية والضبابية لتهريب تلك المخدرات إلى الأراضي الأردنية، من منطقة وادي خازمة على الحدود السورية – الأردنية بالريف الجنوبي لمحافظة السويداء
فضلا عن ذلك، يتم بيع المخدرات في كافة مناطق السويداء بشكل علني من قِبل مروجين إما ضمن محالات بقالة أو لبيع التبغ، أو عبر “الأكشاك” الموجودة على الطرقات الرئيسية أو الفرعية، بالإضافة إلى مروجين ضمن البلدات يكونون معروفين لدى المتعاطين
ويتراوح سعر كيلو الحشيش في السويداء بين 300 ألف ليرة سورية و 400 ألف ليرة سورية أي ما يعادل “110” دولار أمريكي، بينما يتم بيع كيلو الحشيش داخل الأراضي الأردنية للمروجين والتجار بـ 250 دولار أمريكي
وسبق لحرس الحدود الأردني أن قام بالاشتباك مع مهربين في الجنوب السورية خلال محاولتهم التسلل إلى الأراضي الأردنية وتهريب الحشيش، بالتنسيق مع مهربين من الجنسية الأردنية أيضًا، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من المخدرات المهربة إلى الأراضي الأردنية بطرق وأساليب مختلفة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يؤكد على أن عمليات تهريب الحشيش والحبوب المخدرة تجري على قدم وساق إلى يومنا هذا.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يحذر من سوء الأوضاع التي وصلت إليه البلاد مع تعنت النظام السوري بالسلطة وهو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية بجميع ما آلت إليه الأحوال في سورية، ويشير المرصد السوري أيضاً إلى خطورة تفشي المواد المخدرة في مناطق نفوذ النظام ومناطق النفوذ الأخرى أيضاً وإن كانت بشكل أقل، وعليه يجدد مطالبته للمجتمع الدولي بإيجاد حلول جذرية تقي أبناء الشعب السوري من سلسلة الكوارث التي تلحق به وتعصف به على مدار عقد من الزمن.