خلال الشهر 90 من عمليات التحالف: 120 شاحنة تصل القواعد العسكرية في إطار التعزيزات المستمرة ومشاركة متواصلة مع قسد في الحملات الأمنية

106

يواصل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” عملياته في سورية للشهر الـ 90 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة “قسد”، المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره واكب ورصد جميع عمليات وتحركات التحالف الدولي خلال الشهر 90.

فقد شهد الشهر، دخول 120 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات بتواريخ (25 شباط) و(7و11و13و17 آذار) وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور ضمن منطقة شمال شرق سورية.
كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر الفائت، مشاركة التحالف الدولي في عمليتين مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية، تمثلت بمداهمات وإنزال جوي، وأسفرت العمليات تلك عن اعتقال 5 أشخاص وذلك في مناطق ضمن محافظات ودير الزور والحسكة.

وفي 20 آذار دوت انفجارات وأصوات أسلحة متوسطة في ريف دير الزور، نتيجة تدريبات لقوات “التحالف الدولي” وقوات “قسد” شرق معمل الغاز “كونيكو” الذي تتخذه قوات “التحالف الدولي” قاعدة عسكرية لها، بالتزامن مع تحليق لطائرات مروحية في سماء المنطقة.
ويأتي ذلك، بعد 4 أيام عن تدريبات مشابهة في قاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي.
وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكدت، في 17 آذار، بأنه لا صحة للمعلومات التي تداولتها وسائل إعلام ومواقع موالية وتابعة للنظام السوري وحليفه الروسي، حول هجوم صاروخي على قاعدة حقل العمر النفطي شرقي دير الزور (أكبر قواعد التحالف الدولي) على الأراضي السورية، ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن الانفجارات التي سُمعت مساء 16 آذار، في المنطقة، ناجمة عن تدريبات عسكرية أجرتها قوات التحالف الدولي في القاعدة بالتزامن مع تحليق طيران مسير تابع لها في الأجواء.

كذلك رصد المرصد السوري في 21 آذار، هبوط طائرات مروحية تابعة لـ”التحالف الدولي” في قاعدة التنف قرب مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، حيث أقلعت طائرات مروحية من قاعدة الدعم ضمن الأراضي الأردنية في برج 22، وهبطت في قاعدة التنف، ثم غادرت نحو البرح 22 في الأردن، دون معرفة الأسباب.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد رصدوا، في 4 آذار، دخول قافلة تضم 5 سيارات محملة بمواد لوجستية إلى قاعدة التحالف الدولي في قاعدة التنف، الواقعة في منطقة الـ 55 عند الحدود الشرقية لسوريا مع الأردن والعراق، قادمة من الأراضي الأردنية عبر فتحة طه الحدودية، في حين أفادت مصادر المرصد السوري، بأن فصيل “مغاوير الثورة” استنفر قواته في منطقة الـ 55 واستدعى عناصره المجازين ليلا.
آذار/مارس.. شهر آخر بلا شفافية
على الرغم من جهود ومناشدات المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين. وكان “المرصد السوري” سبق وأن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم “الباغوز”، في 21 مارس/آذار 2019.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها “المرصد السوري” آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته لكافة الأطراف المسؤولة لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة التي شارك فيها التحالف الدولي في الأزمة السورية، والتي تخطت خمس سنوات كاملة.

إن المرصد السوري لحقوق الإنسان وإذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سورية، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعوات “المرصد” لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها. كما يطالب “المرصد السوري” قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم “الدولة الإسلامية” والكشف عن مصير آلاف المختطفين.
كذلك، لا بد أن تعي الأطراف المنخرطة في الأزمة السورية أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، وبالتالي فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ”النظام” أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 10 سنوات، ويحذر “المرصد السوري” من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها وحرمان السوريين منها.