استمرار التحقيقات الاستخباراتية في حادثة الهجوم على سجن غويران.. والعشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكنوا من الفرار في الساعات الأولى للهجوم
محافظة الحسكة: علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن العشرات من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكنوا من الفرار من سجن غويران، في حين ابتعد بعضهم نحو 100 كيلومتر عن الموقع، وذلك خلال الساعات الأولى من بدء الهجوم في ليل الخميس 20 كانون الثاني، مستغلين الصدمة الأولى للعملية.
على صعيد متصل، لا تزال حملة التحقيقات الاستخباراتية في هجوم التنظيم مستمرة، منذ اليوم الأول للهجوم، وذلك للتحقيق في الخرق الأمني والهجوم على السجن، وكشف المتعاونين مع التنظيم، فيما لاتزال عمليات البحث عن خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” مستمرة في الأحياء المحيطة بسجن غويران.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد ، يوم أمس، سيطرة الكاملة على المبنى الأخير في سجن غويران، بعد مقتل 5 عناصر واستسلام أمير في تنظيم “الدولة الإسلامية” مع 20 من مبايعيه.
وأكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع حصيلة القتلى بعد العثور على عشرات الجثث وتأكيد مقتل المزيد من الطرفين، حيث بلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى منذ بدء عملية “سجن غويران” مساء الخميس 20 كانون الثاني حتى هذه اللحظة، إلى 332 قتيل، هم: 246 من تنظيم “الدولة الإسلامية” و79 من الأسايش وحراس السجن وقوات مكافحة الإرهاب وقسد، و7 مدنيين.
ويؤكد المرصد السوري أن الحصيلة هذه شبه نهائية، لكنها قابلة للارتفاع بذات الوقت لوجود عشرات الجرحى الكثير منهم بحالات خطرة ووجود أشخاص لايزال مصيرهم مجهول إلى الآن، ومعلومات عن قتلى آخرين في صفوف قسد والأسايش بالإضافة لوجود معلومات عن وجود معلومات مؤكدة عن وجود 22 جثة أخرى تعود لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وفقاً لمصادر المرصد السوري، حيث يتم التحقق منها وتوثيقها بعد أن تم جمعها هذه الجثث من قبل القوات العسكرية خلال عمليات التمشيط والتفتيش داخل أسوار السجن وخارجه.
وكان المرصد السوري، قد رصد، أمس، استسلام المدعو “أبو عبيدة” أحد أمراء تنظيم “الدولة الإسلامية” برفقة 20 من عناصره.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن أجهزة الاستخبارات العاملة في منطقة شمال شرق سورية، بدأت منذ صباح الجمعة 21 كانون الثاني، بإجراء تحقيقات حول كيفية حصول هذا الخرق الأمني الكبير.
يذكر أن هجوم سجن الصناعة الذي بدأ في مساء يوم الخميس 20 يناير/كانون الثاني الجاري، هو الأعنف والأكبر لتنظيم “الدولة الإسلامية” منذ انهياره الشكلي وإنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان في آذار/مارس 2019، وتسبب الهجوم هذا بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين عن مناطقهم، كما أن هناك العشرات من سجناء التنظيم لايزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وبعد أن واكب ورصد ووثق عملية سجن غويران على مدار الساعة، فإنه يطالب التحالف الدولي والإدارة الذاتية، بفتح تحقيق موسع حول هذا الخرق الأمني الكبير وكيفية حصوله، ويوصي المرصد السوري بضرورة نقل سجناء تنظيم “الدولة الإسلامية” الغير سوريين إلى بلدانهم لمحاكمتهم هناك، وإقامة سجون محصنة لتضم سجناء التنظيم من الجنسية السورية بغية محاكمتهم، بالإضافة لإنشاء مراكز إعادة تأهيل للأطفال من “أشبال الخلافة” ونقلهم إليها كي لا يخرج علينا جيل جديد يحمل أفكار التنظيم.
وعلى ضوء التطورات المتلاحقة فيما يتعلق بتنظيم “الدولة الإسلامية” ونشاطه الكبير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته لمجلس الأمن الدولي بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم.
كما يشير “المرصد السوري” إلى أنه سبق وأن أشار مراراً وتكراراً أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لم ينتهي وجوده في سورية في آذار/مارس 2019، بل ما جرى هو إنهاء سيطرته على مناطق مأهولة بالسكان، بينما لايزال التنظيم يواصل عملياته في مناطق واسعة من الأراضي السورية ويوجه رسائل إلى العالم أجمع بأنه لم يفقد قوته ولم تستطع قوات النظام وروسيا ولا التحالف وقسد بالحد من نشاطه على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة.
كما يشير المرصد السوري أنه سبق وحذر قبل إعلان التنظيم عن “دولة خلافته” في سورية والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى تجنيد الأطفال فيما يعرف بـ”أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثروات الشعب السوري وتسخيرها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات المفتوحة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري.