تأهب عشائري واستنفار للميليشيات الإيرانية في الشريان السوري لطريق طهران – بيروت وسط تصاعد التوترات

404

محافظة دير الزور: في ظل تصاعد التوترات، تتزايد التحركات العشائرية في منطقة البوكمال عند الحدود السورية – العراقية، وسط تأهب واضح لمواجهة محتملة مع الميليشيات الإيرانية التي تحاول إعادة السيطرة على المشهد بعد الاشتباكات العنيفة التي دارت بين أبناء عشيرة الحسون وعشيرة المشاهدة التي تضم عدداً كبيراً من عناصر الفوج 47 التابع لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وشهدت الساعات الماضية تحشيداً واسعاً، إذ تجمع وجهاء وشيوخ عشائر “الدميم والبومريح والشويط والمجاودة والرحبيين والجغايفة” في ديوان الشيخ أيمن الدندل، معبرين عن دعمهم لعشيرة الحسون، ومؤكدين أن أي استهداف لها هو استهداف لكل عشائر المنطقة.
من جهتها أرسلت عشيرة الدميم، ذخائر متنوعة وعدداً كبيراً من أبنائها إلى بلدة الغبرة لمساندة أبناء عشيرة الحسون، فيما سارعت عشيرة البومريح أيضاً إلى إرسال أعداد كبيرة من أبنائها مزودين بالأسلحة والذخائر لدعم الموقف العشائري، ورافق هذا التحشيد العسكري مفاوضات، إذ التقى الوفد العشائري بقياديين من الميليشيات الإيرانية الذين كانوا قد ابتعدوا مؤقتاً عن الأنظار، وعادوا إلى البوكمال لمتابعة الوضع.
وبحسب مصادر خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد عبر المسؤول الأمني الإيراني، الحاج حسين، عن استيائه مما وصفه باستغلال العشائر للفراغ الأمني بعد إخلاء المقرات كإجراء احترازي، واعتبر أن حرق المقرات هو “جرم قد يرقى إلى العمالة”، مؤكداً أن الميليشيات ستتابع القضية بجدية ولن تتهاون في أي مسألة تمس مشروع “المقاومة”، في إشارة إلى الفوج 47 أحد تشكيلات “المقاومة الإسلامية”.
وميدانياً، استمر أبناء العشائر في قطع الطرق أمام تحركات الميليشيات من منطقة الغبرة باتجاه البوكمال، وعززوا وجودهم المسلح عند أطراف المدينة من الجهة الغربية. في المقابل، استنفرت الميليشيات الإيرانية قواتها داخل أحياء البوكمال، وأعادت انتشارها في مناطق السكرية والجمعيات والهجانة وعلى الحدود السورية-العراقية، كما استدعت عناصر إضافية من البادية الجنوبية بعد تصاعد هجمات تنظيم الدولة مؤخراً، لتعزيز مواقعها العسكرية في المدينة.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم أن مجموعة من عشيرة العكيدات ألقت القبض على قيادي في الفوج 47 يُدعى “حمد الفريج” وتقديمه مكبلاً لشيخ عشيرة الحسون.
ووصل أمس وفد من مسؤولين في النظام السوري وحزب البعث إلى المنطقة، متعهداً بتسليم العناصر المتورطين إلى السلطات المحلية التابعة للنظام ومحاسبتهم، مقابل إنهاء الاشتباكات ووقف التصعيد ضد ميليشيات “الحرس الثوري” والمسلحين الموالين لإيران من جنسيات متعددة.
وتُعد البوكمال منطقة استراتيجية لإيران، كونها بوابة سورية لطريق طهران–بيروت، حيث تجنّد العديد من أبناء العشائر والقبائل لضمان تأمين هذا الطريق على المدى البعيد.