انقطاع الدعم عن مركز صحي يهدد بتوقف الخدمات الطبية عن آلاف النازحين في مخيم صامدون شمالي إدلب
يهدد توقف الدعم عن العديد من المنشآت الصحية في الشمال السوري بحرمان آلاف المدنيين من تلقي العلاج بشكل مجاني في المشافي والمراكز الصحية التي توقف دعمها من قبل المنظمات المانحة، لكن المعاناة تتضاعف لدى العائلات النازحة في المخيمات التي تعاني غالبيتها من الفقر الشديد وعدم قدرتها على تحمل تكاليف العلاج في المشافي الخاصة.
المركز الصحي في مخيم صامدون الواقع في منطقة سلقين في ريف إدلب الشمالي أحد المراكز الصحية التي تأثرت بانقطاع الدعم، ويقدم المركز خدماته الطبية مجاناً لجميع النازحين في المخيم إضافة لآلاف المدنيين من سكان بلدة سلقين والبلدات المحيطة، ويبلغ عدد العائلات في المخيم نحو 600 عائلة نازحة ومهجرة من مناطق مختلفة مثل ريفي إدلب وحماة ومحافظات جنوب سوريا.
وفي حديثه لـ”المرصد السوري” يقول ( أ.ي) أحد العاملين في المركز الصحي، أن المركز يعد مهماً جداً بالنسبة لمخيمات النازحين في منطقة سلقين ويقصده عشرات المرضى يومياً حيث يتم تقديم كافة أنواع الإسعافات الأولية وتشخيص وعلاج الأمراض بكادر طبي متخصص وتعتبر جميع أنواع الخدمات الطبية في المركز مجانية بالكامل، لكن انقطاع الدعم عن المركز الذي بدأ منذ تاريخ شهر حزيران/ يونيو من العام الفائت 2021 أثر كثيراً على عدد الخدمات الطبية وعلى التسهيلات التي كان يمتع بها المرضى الذين يقصدون المركز.
مضيفاً، يحتوي المركز على عدة عيادات من بينها الداخلية والأمراض النسائية وقسم خاص بالأطفال إضافة لوجود جهاز تصوير شعاعي وجهاز تنظير ويشرف على كل قسم أطباء متخصصين ولديهم خبرات، لكن توقف الدعم أسهم في فقدان القدرة لدى المركز على استقبال العديد من الحالات المرضية وإحالتها للمشافي، إضافة لوجود ضعف في المستلزمات الطبية والأدوية.
ويوضح أن المركز بحاجة للدعم الفوري لتجنب إغلاقه بوجه آلاف المرضى، فجميع الكادر الطبي يعملون بشكل تطوعي منذ انقطاع الدعم عنه ويحتاجون لرواتب شهرية تغنيهم عن العمل في مكان آخر لسد احتياجات عائلاتهم، إضافة لحاجة المركز لتكاليف تشغيلية وتزويده بالمستلزمات الطبية كاملة حتى يستطيع الكادر الطبي متابعة العمل وتقديم الخدمات الطبية للمرضى.
وتكثر خلال فصل الشتاء بشكل خاص العديد من الأمراض مثل نزلات البرد والأمراض التنفسية والأمراض الداخلية وغيرها ويزداد معها إقبال المرضى على المشافي والمراكز الصحية.
وبدوره يتحدث( أ.ه) أحد نازحي سهل الغاب في ريف حماة الغربي ويقطن في مخيم صامدون مع أسرته، أن توقف المركز الصحي القريب من المخيم سيترتب عليه أعباء كبيرة على كاهل النازحين فهو النقطة الأقرب إليهم لتلقي العلاج ويتلقون فيه الخدمات الطبية مجاناً، وغالبية العائلات تنزح في المخيم منذ عدة سنوات ولا تملك القدرة على العلاج في المشافي الخاصة، فالمركز يوفر عليهم عبء التوجه لمناطق أخرى لتلقي العلاج ويوفر عليهم التكاليف المادية.
ويؤكد أن المركز لا زال إلى الآن يستقبل المرضى بشكل طبيعي لكن هناك غياب لبعض الأطباء أحياناً وعدم استقبال أعداد كبيرة من المراجعين فهو يغلق باب التسجيل في الساعة 10 صباحاً لتخفيف الازدحام، أما الأدوية فيتحمل المريض تكلفة شراؤها من الصيدليات ولا تقدم مجاناً للمرضى بسبب عدم توفرها.
ويشير إلى الغلاء الكبير في أسعار وتكاليف العلاج في العيادات الخاصة التي أرهقت المدنيين، حيث يتقاضى طبيب الأسنان أجرة لا تقل عن 200 ليرة تركي في كل جلسة أما أجرة الكشف لدى أطباء الداخلية والعظمية تتراوح ما بين 50 إلى 150 ليرة تركي فضلاً عن تكاليف التصوير والتحاليل وغيرها وهذا يفوق قدرة غالبية العائلات النازحة في المخيمات والتي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الأعباء.
وتم تشييد مخيم صامدون منذ العام 2014 ويحتوي حالياً على 600 عائلة ويتبع المخيم لإدارة شؤون المهجرين وتشرف على دعمه بالمواد الغذائية ومياه الشرب عدة منظمات مثل سوريا للإغاثة والتنمية، و سيريا ريليف، ومنظمة كول.
يشار أن “المرصد السوري” نشر بتاريخ 20 كانون الثاني/يناير الفائت عن توقف الدعم عن 18 مشفى ومركز صحي في الشمال السوري من بينها 15 مشفى ومركز صحي في منطقة إدلب وريفها و3 ضمن مناطق ريف حلب الشمالي، إضافة لتوقف الدعم عن مشفى التوليد في مدينة الرقة شمال شرق سوريا، وطالب الجهات الدولية والمنظمات المعنية بضرورة إعادة دعم المشافي والمراكز الصحية في مناطق سيطرة الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية كونها تخدم ملايين المواطنين.