الهجرة والجوازات في مرمى الانتقادات.. تلاعبات ورشاوى تزيد معاناة أهالي دير الزور
تشهد مدينة دير الزور تفاقماً في أزمة الفساد والمحسوبيات، وعلى رأسها فرع الهجرة والجوازات، حيث يضطر المراجعون، بمن فيهم القادمين من مناطق خارج سيطرة النظام، لدفع رشاوى تصل إلى 800 دولار للحصول على جواز سفر مستعجل. أما من يعجز عن دفع هذه المبالغ فيضطر للانتظار لأشهر، أو حتى سنة، نتيجة تعاون ضباط الأمن مع سماسرة يستغلون حاجة الأهالي.
وبحسب نشطاء المرصد السوري، فإن ضباطاً معروفين بتورطهم في هذه الأنشطة، بينهم عدي عكل وبشار العيسى، يعملون كوسطاء بين السماسرة ورئيس الفرع، مما يزيد معاناة المدنيين الذين يرفضون الدفع بتأخير معاملاتهم وتعرضهم للإهانة وسوء المعاملة من عناصر الشرطة على أبواب الفرع.
وفي هذا السياق، تحدث المواطن حسن (ع) للمرصد السوري قائلاً: “مرّ شهران وأنا أنتظر جواز السفر، وعندما استفسر عن التأخير يقولون لي إنها إجراءات أمنية، بينما السماسرة يبتزونني بالدفع للحصول على الجواز. دائرة الجوازات غارقة بالفساد، ويستغلون المواطنين الضعفاء، فحتى الدخول إلى المبنى يتطلب دفع مبالغ لعناصر الدورية عند الباب”.
من جانبه، قال المواطن يحيى (خ)، القادم من مناطق سيطرة قسد إلى دير الزور لاستخراج جواز سفر، “رغم تجهيز كل الأوراق المطلوبة، لكنهم كانوا يتحججون بنقص الدفاتر أو انقطاع الشبكة. وبعد ثلاثة أيام من الانتظار دون جدوى، لجأت إلى سمسار خارج الفرع، فاستخرج لي الجواز خلال أيام مقابل مبلغ مالي”.
أما المواطن حمزة (أ) فقال: “عندما قدمت لاستخراج جواز سفر مستعجل، طلبوا مني 800 دولار، و400 دولار إضافية لاستلامه في نفس اليوم. لو كان لدي هذا المبلغ لبقيت في البلاد وفتحت مشروعاً أعيش منه، لكنهم يستغلون الناس ويقومون بعمليات نهب واحتيال دون اكتراث”.
تتزايد مآسي المدنيين الذين يسعون لمغادرة البلاد بحثاً عن فرص عمل، لكنهم يواجهون ابتزازاً يزيد من شعورهم بالعجز. ورغم تزايد الأصوات المنددة بالفساد، لم يُتخذ أي إجراء حاسم حتى الآن.
وفي 20 تشرين الأول الجاري، اعتقلت دورية من شعبة المخابرات العسكرية اثنين من موظفي الهجرة والجوازات في دير الزور بتهمة الفساد والرشوة، أحدهما مدير مكتب تسليم الجوازات. وفي ظل استمرار هذه الأزمات، ارتفعت تكلفة استخراج الجواز المستعجل إلى أكثر من 5 مليون ليرة سورية، لتظل معاناة الأهالي مستمرة، وسط سوء المعاملة، والأزمة الاقتصادية الخانقة.