النظام يُصر على تسليم السلاح وتفتيش المنازل في درعا البلد قبل فك الحصار عن المدينة.. و”المسالمة” يوضح أسباب انهيار الاتفاق 

71

محافظة درعا: لاتزال درعا البلد محاصرة في ظل المفاوضات التي لم تجد طريقها في اليوم الـ12 من تطبيق خارطة الطريق الروسية، التي أعلن عنها في 15 آب الجاري.

وتصر اللجنة الأمنية في درعا في الجولة الثانية من المباحثات مع لجنة التفاوض، على تسليم السلاح ووضع حواجز عسكرية في الأحياء المحاصرة وشن حملة تفتيش على السلاح والمطلوبين، قبل فك الحصار عن المدينة، دون التوصل لاتفاق حتى صباح اليوم الخميس. وسط مواقف متضاربة حول أسباب فشل اتفاق درعا حتى اليوم، في حين قال الناطق الرسمي للجنة التفاوض المحامي عدنان المسالمة، إن الاتفاق الذي أُبرم مع الروس والنظام انهار بسبب رفض شخصين من المطلوبين الخروج في حافلة التهجير من درعا، حيث يتهمهما النظام بالارتباط بتنظيم الدولة، وهما: مؤيد حرفوش ومحمد المسالمة كانا يقاتلان في صفوف فصائل تابعة للجبهة الجنوبية قبيل سيطرة النظام على درعا عام 2018.

وبالمقابل أعلن محمد المسالمة في تسجيل صوتي نشره عبر حسابه الشخصي على موقع “فيس بوك”، أنه اشترط في اتفاقه مع لجنة التفاوض بالمدينة، انسحاب قوات الفرقة الرابعة والميليشيات الأجنبية من المحور الجنوبي للمدينة قبل خروجه برفقة مؤيد الحرفوش في حافلة التهجير، في حين أنها لم تنفذ أي عملية انسحاب من محاور المدينة لحظة وصول حافلات التهجير ما دفعه لرفض الخروج إلى الشمال السوري. 

كما اتهم “المسالمة” بمسؤولية النظام والفرقة الرابعة عن انهيار الاتفاق في المدينة.

وكانت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادت أمس، بأن الوفد الروسي دعا لجنة التفاوض في درعا لعقد اجتماع لاستئناف المباحثات واستكمال خارطة الطريق في درعا، وتهجير الدفعة الثانية من المطلوبين. 
وكانت مصادر المرصد السوري قالت بأن لجنة التفاوض أعلنت فشل الاتفاق الذي نفذت أولى بنوده في 24 آب، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وكانت قوات النظام قد قصفت بقذائف الهاون أحياء درعا البلد، وذلك بعد وصول الدفعة الأولى من المهجرين إلى الشمال السوري، واستقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إضافية إلى ريف درعا الغربي من بينها دبابات وآليات عسكرية تابعة للفرقة 15 تمركزت عند حاجز السرو العسكري على الطريق الواصل بين مدينتي درعا وطفس، ونصبت مدافع هاون في ثلاثة مواقع جنوب مدينة طفس وعلى أطراف درعا.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، استشهد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين، مساء أمس، جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات النظام المتواجدين على حاجز السرايا في درعا البلد.
وفي سياق آخر، وصلت حافلة تقل 8 مهجرين من درعا البلد إلى معبر أبو الزندين قرب مدينة الباب شرقي حلب، وهي الدفعة الأولى من المهجرين، فيما تستعد قوات النظام وروسيا لتهجير الدفعة الثانية اليوم. 
كما خرج أهالي ريف درعا في مظاهرات ضد قوات النظام ونصرة لدرعا البلد، في كل من مدينتي نوى وطفس بريف درعا الغربي.
وجاء ذلك، تزامنًا مع تهجير 8 أفراد من المسلحين المطلوبين لقوات النظام من أبناء درعا البلد باتجاه الشمال السوري ضمن بنود الاتفاق بين اللجنة المركزية واللجنة الأمنية برعاية الروس.
كما نص الاتفاق على دخول كل من الفيلق الخامس، واللواء الثامن التابعين لروسيا، إضافة إلى الشرطة العسكرية الروسية إلى الأحياء المحاصرة من درعا البلد عن طريق حاجز السرايا الفاصل بين درعا البلد و المحطة، لتنفيذ المرحلة الثانية من التهجير، وفتح باب للتسوية وتسليم  السلاح.
وكانت قوات الفيلق الخامس المدعومة من روسيا قد أنشأت، نقطة عسكرية مؤقتة بالقرب من مقبرة البحار على المدخل الجنوبي لدرعا البلد، ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن الشرطة العسكرية الروسية أوعزت لقوات الفيلق الخامس بتثبيت نقطة عسكرية في المنطقة، وذلك استكمالًا لتنفيذ خارطة الطريق الروسية، وتمهيدًا لافتتاح حاجز السرايا وفك الحصار عن درعا البلد، وإكمال التسويات للمطلوبين.