أزمة كهرباء خانقة في البوكمال.. معاناة يومية وتفاوت في توزيع الخدمات
في مدينة البوكمال، الواقعة شرق نهر الفرات وقرب الحدود العراقية، يعاني السكان من أزمة كهرباء خانقة تتركهم في ظلام دامس معظم الوقت وتدفعهم للبحث عن بدائل مرتفعة التكلفة، أصبحت الانقطاعات الطويلة في الكهرباء النظامية واقعاً مألوفاً، ما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على مولدات الأمبيرات، التي توفر الكهرباء لمدة 4 إلى 5 ساعات يومياً بتكلفة تصل إلى 25-30 ألف ليرة أسبوعياً، مما يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود ويضعها في تحديات مالية لا تنتهي.
ومع الارتفاع المستمر في تكاليف تشغيل المولدات وصعوبة توفير الوقود، بدأ البعض يفكر في تركيب منظومات الطاقة الشمسية، التي تعد حلاً مستداماً لكنه بعيد المنال لغالبية السكان، حيث تتراوح تكلفة اللوح الشمسي بين 1.5 و1.9 مليون ليرة سورية، في حين تصل أسعار البطاريات إلى ما بين 2 و5 ملايين ليرة، إضافةً إلى أجهزة التحكم التي تتراوح أسعارها بين 2.5 و4 ملايين ليرة، مما يجعلها خياراً صعباً لا يتماشى مع دخول الأسر المتوسطة والمحدودة.
بعض الأهالي يحاولون الاعتماد على مولدات خاصة تعمل بالمحروقات، لكن هذا الخيار مكلف أيضاً ويصعب استمراره بسبب ندرة الوقود وارتفاع أسعاره، ما يجعله مناسباً فقط لفترات قصيرة وفي أوقات الضرورة.
وفي وسط هذه الأزمة، يشعر السكان بالظلم عندما يرون أن مقرات الميليشيات الإيرانية وقوات النظام تتمتع بخط خدمي دائم لا ينقطع، بينما يتركون هم في معاناة مستمرة مع الظلام وانعدام الخدمات الأساسية. هذا التفاوت في توزيع الكهرباء يزيد من شعور الأهالي بالتهميش والتمييز، إذ يعتبرون أن هذه الجهات تستفيد من امتيازات خاصة، بينما هم يعيشون واقعاً صعباً يفتقر لأبسط الاحتياجات.
أزمة الكهرباء في البوكمال هي أكثر من مجرد انقطاع للخدمة، بل تمثل انعكاساً للوضع الاقتصادي والسياسي المتدهور الذي تعيشه المنطقة. يبقى الحل الأمثل مرهوناً بتحسين البنية التحتية وتوفير خدمات عادلة تشمل جميع المواطنين على حد سواء، ليعيشوا بكرامة بعيداً عن الفروقات المجحفة التي تزيد من معاناتهم اليومية.