بعد ترحيله من تركيا.. استشهاد مواطن مهجر ضمن منطقة الضامن التركي بمخيمات إدلب

89

تجبر السلطات التركية اللاجئين السوريين الذين يحملون بطاقات “الحماية المؤقتة” الصادرة عن دائرة الهجرة التركية، للتوقيع على أوراق تثبت عودتهم إلى بلادهم بشكل طوعي، دون الاكتراث للمخاطر التي يواجهها هؤلاء في “المنطقة الآمنة” المزعومة، أو في المناطق التي ضمنت حمايتها في سورية باتفاقيات “بوتين-أردوغان”.
وفي سياق ذلك، استشهد مواطن مهجر من بلدة حيش بريف إدلب، بقصف بري لقوات النظام على مخيم مرام للنازحين غرب مدينة إدلب، بعد ترحيله من تركيا قبل قرابة شهرين، تحت مسمى”العودة الطوعية“.
وكان نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفادوا، في 4 تشرين الثاني، بأن عائلتين كرديتين من منطقة عفرين تم ترحيلهم من قبل السلطات التركية إلى الداخل السوري.
وصرّح أحد أفراد العائلة المهجرة في شريط مصور حصل عليه المرصد السوري لخقوق الإنسان، بأن السلطات التركية رحلتهم إلى سورية، بعد أن أخبرتهم بضرورة تجديد الهويات والإقامة، وعندما توجهوا إلى دائرة الهجرة والجوازات أُخبروهم بأن الدائرة مغلقة، وعليهم أن يتوجهوا إلى إدارة مفتوحة حديثا لاستكمال الإجراءات، واقتادتهم السلطات التركية بسيارات، إلى الداخل السوري، دون أن تسمح بالرجوع إلى منازلهم في تركيا.
كما يؤكد محدثنا أنهم لا يستطيعون الرجوع إلى منازلهم في عفرين، بسبب استيلاء القوات التركية والفصائل الموالية لها على أراضيهم وممتلكاتهم هناك.
وتواترت التأكيدات والتصريحات التركية سواء من جانب المعارضة أو النظام على اتفاق ضمني لإخراج اللاجئين السوريين من الأراضي التركية في صفقة واضحة لكسب الانتخابات على حساب أكثر من 3 ملايين سوري.
وأشار المرصد السوري، في 1 تشرين الثاني، بأن السلطات التركية رحلت نحو 100 لاجئ سوري، عبر معبر “باب السلامة” الحدودي، تحت مسمى”العودة الطوعية”، ويأتي ذلك، بعد أن تعهدت السلطات التركية بإخلاء أرضيها من السوريين مع حلول العام 2023.
وبذلك يرتفع تعداد الذين تم ترحيلهم من قبل السلطات التركية خلال شهر تشرين الأول الفائت بشكل تعسفي إلى 2301 لاجئ سوري، ممن يحملون هوية ووثيقة الحماية المؤقتة ” كمليك” الصادرة عن دائرة الهجرة التركية.
وتستمر الدولة التركية في استكمال عملية توطين اللاجئين السوريين في المناطق التي سيطرت عليها خلال عامي 2018 – 2019 ضمن منطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” في شمالي سوريا، والتي تعرف بـ “المنطقة الآمنة”، في سبيل ترسيخ سياستها الماضية في إحداث التغيير الديمغرافي في تلك المناطق، بغرض الحصول على شرعية دولية في المناطق المتواجدة فيها ضمن الأراضي السورية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد رصد في 29 تشرين الأول الفائت، أن السلطات التركية رحلت “قسرا” 120 لاجئاً سورياً إلى الأراضي السورية عبر معبر باب السلامة الحدودي تحت مسمى” العودة الطوعية “.